وبذلك يتضح : أن إطلاق العلماء الأتقياء للألقاب العلمية على انسان ، حتى لو كان لايستحقها ، لا يعني : أنه صحيح العقيدة ، أو ملتزم بأحكام الشرع والدين ، فضلاً عن أن يكون تقياً وورعاً ..
كما أن ذلك لا يعني الموافقة على نحلته الدينية ، والتزام واصفه بعقائده وآرائه.
وقد رثى الشريف الرضي أبا إسحاق الصابي ، المخالف له في الدين ، بقصيدته التي أولها :
أعلمت من حملوا على الأعواد |
|
أرأيت كيف خبا ضياء النادي |
جبل هوى لو خر في البحر اغتدى |
|
من وقعه متتابع الإزباد |
ثانياً : إن آية الله العظمى السيد الخميني «رحمه الله» ، قد كان بعيد النظر ، سديد الرأي ، وحين أرسل إلى غورباتشوف ، رئيس ما كان يسمى بالإتحاد السوفياتي رسالة أشار فيها إلى ابن عربي ..
فإن الظاهر : أنه «رحمه الله» قد لاحظ : أن تلك المجتمعات كانت ولا تزال غارقة في الحياة المادية ، حتى أصبحت المادة : عينها التي بها تبصر ، وأذنها التي بها تسمع ، وقلبها الذي ينبض ، وهيمنت على فكرها وعقلها ، الذي يدبر أمورها ، ويهديها طريقها ، وفي أجوائها نشأت عواطفها وأحاسيسها التي بها تعيش وتتعامل ..
فأراد رضوان الله تعالى عليه ، أن يوجه إلى الفكر المادي الذي هو مصدر اعتزاز تلك المجتمعات ، والمرتكز لبناء الحياة فيها ، صدمة في موقع ضعفه الحقيقي ، لكي يضع أولئك الناس وجهاً لوجه مع ما يعانونه من فراغ روحي قاتل ، لا بد أن ينتهي بهم لو استمر إلى الهاوية ..
وقد كانت ولا تزال ، تعيش في ما كان يسمى بالإتحاد السوفياتي