فضلاً عن أن يعدُّوا من أقرانهم ..
وعلى كل حال ، فإن آية الله الخميني قد اقتدى بجده سيد الشهداء ، حين دعا محاربيه ، وهم أولئك المجرمون الأجلاف ، إلى الرجوع عن غيهم ، وذكَّرهم بشيم العرب ، في محاولة منه لاستنهاض هممهم ، وإثارة نخوتهم ، فقال لهم :
«ويحكم يا آل أبي سفيان ، إن لم يكن لكم دين ، وكنتم لا تخافون المعاد ، فكونوا أحراراً في دنياكم ، وارجعوا إلى أحسابكم ، إن كنتم عرباً» (١).
ثالثاً : لقد أظهرت سيرة ابن عربي : أنه لا يلتزم جانب الحق والصواب في العقيدة الصحيحة ، ولا يلتزم ـ فيما يخبر عنه ـ بأحكام الشرع ، وبمقتضيات الورع والتقوى ، كما سنرى ..
وأما أخذ بعض العلماء منه بعض ما سجله في دائرة علم التصوف والعرفان ، وحتى دراسة بعضهم لكتبه ، ومراجعة أقواله ، فهو مثل أخذهم علم النحو من ابن مالك ، والمبرد ، وسيبويه ، ومثل أخذهم علم الطب من اساطين هذا العلم في الشرق وفي الغرب ..
على أنه قد ورد عن الأئمة الطاهرين عليهمالسلام ، قولهم :
«إن الحكمة ضالة المؤمن ، فاطلبوها ولو عند المشرك ، تكونوا أحق بها وأهلها ..» (٢).
وفي نص آخر : «إن الحكمة تكون في صدر المنافق ، فتلجلج في صدره
__________________
(١) راجع : بحار الأنوار ج ٤٥ ص ٥١ واللهوف ص ٧٧ وفي ط أخرى ص ١٠٦ والعوالم «الإمام الحسين عليهالسلام» ص ٢٩٣ وغير ذلك ..
(٢) البحار ج ٧٥ ص ٣٤ وج ٢ ص ٩٧ وعن أخذ الحكمة من المنافق راجع : البحار ج ٢ ص ٩٩ وج ٧٨ ص ٣٠٧.