وغيره ، تخيل أنه ليس بين الصديقية والرسالة مقام ، وأن من تخطى مقام الصديقين وقع في النبوة ، وبابها مسدود عندنا دوننا ، فلا سبيل إلى تخطيهم ، لكن لنا المزاحمة معهم في صفهم ، هذا غايتنا ..
ولسنا نعني بالصديق ، أبا بكر ولا عمر ، ولا أحداً رضي الله عنهم ، فإن أبا بكر من جملة أحواله كونه صديقاً ، وقد شاركه في هذا المقام غيره من الصديقين ، ولذلك قال تعالى : (أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ) (١) ..
وقد فضل الصديق بسر وقر في صدره ، أعطاه الله إياه ، وشهد له به رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم ..
فعندنا بين الصديقية والرسالة ، مقام ، وهذا هو المقام الذي ذكرناه ، والذي أقول به.
إنه ليس بين أبي بكر رضي الله عنه ، وبين النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم رجل ، ولا نذكر الصديقية.
فأرفع الأولياء ، أبو بكر رضي الله عنه ، فاجتهدوا رضي الله عنكم في تحصيله.
وأنا أنبهكم على العلامات التي تستدلون بها عليه ، وذلك أنكم إذا أقمتم بشرائط الخلوة الخ ..» (٢).
١٧ ـ وفي نص آخر : «فليس بين أبي بكر ورسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم رجل ، لأنه صاحب صديقية ، وصاحب سر. فهو من كونه
__________________
(١) الآية ١٩ من سورة الحديد.
(٢) كتاب القربة ص ٦ رسائل ابن عربي والفتوحات المكية ج ١١ ص ٣٩٨ بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.