فقال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم : بهما (١).
ونقول :
إن هذه الروايات ، وأمثالها تشتمل على طعن مبطن بالرسول صلىاللهعليهوآله ، إلى حد أن انساناً عادياً ، من سائر الناس ، يسبقه إلى أعمال الخير في الدنيا ، ويفوز بقصب السبق عليه في الآخرة ..
فما هذا الرسول الذي يقصر في عمل الصالحات؟
ويجهل أو يغفل ـ على الأقل ـ عما ينال به المقامات؟! ..
وهل أحد سواه علّم بلالاً أن يفعل ما فعل لينال ما نال؟! ..
أم أن بلالاً قد وصل إلى ما وصل إليه عن طريق الصدفة ، ومن دون تعليم ودلالة؟!.
فلماذا لم يعلِّم الله تعالى رسوله هذا الأمر؟! ، وترك معارفه ناقصة إلى هذا الحد؟!
إننا لا ندري كيف نداوي هذه الجراح التي تنال مقام رسول الله صلىاللهعليهوآله ، من قِبَل أناس تفننوا في وضع الحديث عليه ، تبعاً لأسلافهم الذين اضطر رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى فضح أمرهم ، حين خطب الناس ، وقال : ألا وإنه قد كثرت علي الكذابة ، فمن كذب علي عامداً ، فليتبوأ مقعده من النار أو نحو ذلك .. وقد أشار إلى ذلك أمير المؤمنين عليهالسلام في نهج البلاغة أيضاً.
__________________
(١) الفتوحات المكية ج ٥ ص ٦٤ وج ١١ ص ٣٨٢ تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى. وراجع رسائل ابن عربي (المجموعة الثانية) ص ٤٣٨.