المتكلم ، ورفع صوته يصيح :
هي ثلاث كما قال [تعالى] : (لاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ) (١) ، تستحلون الفروج؟!
فما زال صلى الله عليه [وآله] وسلم يصيح بهذه الكلمات حتى أسمع من كان في الطواف من الناس ، وذلك المتكلم يذوب ويضمحل حتى ما بقي منه على الأرض شيء.
فكنت أسأل عنه : من هو هذا الذي أغضب رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم؟
فيقال لي : هو إبليس لعنه الله. فاستيقظت ..» (٢).
ونقول :
إن ابن عربي يريد بهذه الدعاوى :
أولاً : أن يصوِّب ما جاء به عمر بن الخطاب من عند نفسه ، فإنه هو الذي أمضى طلاق الثلاث على الناس.
ثم هو يريد أن يجعل لهذا الفعل من جهة صلة بالرسول صلىاللهعليهوآله ، ولو في المنام .. ويخرجه عن كونه بدعة.
ثانياً : إنه يريد أن يقرر مبدأ التصويب الباطل ، الذي رفضه شيعة أهل البيت ، استناداً إلى الأدلة النقلية والعقلية ..
ثم إنه يتابع مدحه لعمر وعثمان ، بما كان ينبغي ستره عليهما ، لأنه
__________________
(١) الآية ٢٣٠ من سورة البقرة.
(٢) راجع : الروح المجرد ص ٣٥٢ ـ ٣٥٤ والفتوحات المكية ج ٤ ص ٥٥٢ ط دار الكتب العربية الكبرى بمصر وكتاب الوصايا لابن عربي ص ٢٧٤ و ٢٧٥.