أطلقوا فيها كلمة «الروافض» على الخوارج.
إننا نطالبه بذلك ، لأننا لم نسمع في كل ما مضى من حياتنا ـ ولو لمرة واحدة ـ أن أحداً أطلق كلمة الروافض على الخوارج ، ولاسيما في خلال الست مئة سنة التي كانت قد مضت على ظهور الخوارج والروافض ، من أول الإسلام إلى ظهور ابن عربي ..
نعم .. قد يطلق على الخوارج ـ جهلاً ـ : أنهم شيعة .. (١).
ولكن إطلاق هذه الكلمة عليهم إنما هو على اعتبار أنهم كانوا من الأتباع ، والمشايعين للإمام علي عليهالسلام ببيعتهم له ..
ولكن لا يطلق عليهم أحد : أنهم روافض ..
ثانياً : إنه زعم أن كثرة الخوارج في بلاد مراكش ، والجزائر ، وعدم شيوع التشيع في تلك البلاد ، وكون أهل المغرب من المالكية ، لابد أن ينتج أن يكون مراد أهل تلك البلاد من كلمة «الروافض» : هو الخوارج ..
وهي نتيجة غريبة وعجيبة ، وهي أشبه ما تكون بقول القائل : لو لم ينبح الكلب ، لم تطلع الشمس .. أو إن الشمس قد كسفت بسبب أكل البطيخ ، أو ما إلى ذلك ..
بل الأنسب أن يقال : إن كثرة الخوارج في المحيط الذي نشأ فيه ابن عربي قد أوجب أن يتأثر بهم ، وأن يزيد بغضه للإمام علي وأهل بيته عليهمالسلام ، وقد تجلى ذلك في إيراده أمثال هذه القضايا ، وسعيه لرفع شأن مناوئ الإمام علي وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم ، وتجاهل أهل البيت عليهمالسلام ، وإظهار احتمالات ارتكابهم الجرائم ، والمآثم ، والعظائم ..
__________________
(١) راجع : أوائل المقالات ص ٣.