.................................................................................................
______________________________________________________
يتّخذه المخالفون يوم بركة وفرح وسرور ، وأنّ من فعل ذلك كان حظّه من صيامه حظ ابن مرجانة وآل زياد الذي هو النار كما في هذه الأخبار ، لا أنّ المنهي عنه مطلق صومه وبعنوانه الأوّلي كما في العيدين (١).
الثانية : رواية زرارة عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) «قالا : لا تصم في يوم عاشوراء ولا عرفة بمكّة ولا في المدينة ، ولا في وطنك ، ولا في مصر من الأمصار» (٢).
وهي أيضاً ضعيفة السند بنوح بن شعيب وياسين الضرير.
على أنّ صوم عرفة غير محرّم قطعاً ، وقد صامه الإمام (عليه السلام) كما في بعض الروايات.
نعم ، يكره لمن يضعفه عن الدعاء ، فمن الجائز أن يكون صوم يوم عاشوراء أيضاً مكروهاً لمن يضعفه عن القيام بمراسيم العزاء.
الثالثة : رواية الحسين بن أبي غندر عن أبي عبد الله (عليه السلام) (٣). وهي ضعيفة السند جدّاً ، لاشتماله على عدّة من المجاهيل.
فهذه الروايات بأجمعها ضعاف.
نعم ، إنّ هناك رواية واحدة صحيحة السند ، وهي صحيحة زرارة ومحمّد بن مسلم جميعاً : أنّهما سألا أبا جعفر الباقر (عليه السلام) عن صوم يوم عاشوراء «فقال : كان صومه قبل شهر رمضان ، فلمّا نزل شهر رمضان ترك» (٤).
ولكنّها كما ترى لا تتضمّن نهياً ، بل غايته أنّ صومه صار متروكاً
__________________
(١) الجواهر ١٧ : ١٠٨.
(٢) الوسائل ١٠ : ٤٦٢ / أبواب الصوم المندوب ب ٢١ ح ٦ ، ٧.
(٣) الوسائل ١٠ : ٤٦٢ / أبواب الصوم المندوب ب ٢١ ح ٦ ، ٧.
(٤) الوسائل ١٠ : ٤٥٩ / أبواب الصوم المندوب ب ٢١ ح ١.