واليوم من طلوع الفجر (١) إلى غروب الحمرة (*) المشرقيّة (٢) ،
______________________________________________________
(١) فإنّ مبدأ اليوم وإن كان هو طلوع الشمس حسبما حقّقناه في مباحث الأوقات من كتاب الصلاة كما مرّ مستقصًى ، إلّا أنّ المراد به في خصوص المقام من طلوع الفجر ، لأجل الروايات الخاصّة المتضمّنة : أنّه لا اعتكاف من غير صيام ، حيث يظهر منها أنّ يوم الاعتكاف هو يوم الصوم ، فإنّه وإن أمكن التفكيك بأن يصوم من الفجر وينوي الاعتكاف من طلوع الشمس لكنّه بعيد عن الفهم العرفي جدّاً كما لا يخفى ، فإنّ العرف لا يكاد يشكّ في أنّ المستفاد من هذا الكلام أنّ يومهما واحد ، فمن أجل هذه القرينة نلتزم بإرادة خلاف الظاهر في خصوص المقام.
(٢) في العبارة (١) مسامحة واضحة كما أشرنا في التعليقة ، فإنّ الحمرة المشرقيّة تزول عن قمّة الرأس وتنتقل من ناحية الشرق إلى الغرب ، لا أنّها تغرب ، فهي باقية غير أنّها تذهب من مكانٍ إلى مكان ، وليست بمستترة كالقرص تحت الأُفق كي يطلق عليها الغروب.
وكيفما كان ، فالمراد أنّ اليوم ينتهي بانتهاء زمان الصوم الذي هو عنده ذهاب الحمرة المشرقيّة ، وقد تقدّم في مبحث الأوقات أنّ الغروب الذي هو منتهى وقت الظهرين وآخر زمان الصوم ومبدأ العشاءين إنّما يتحقّق باستتار القرص لا بذهاب الحمرة ، فراجع.
__________________
(*) في التعبير مسامحة ، وينتهي اليوم بانتهاء زمان الصوم.
(١) عبّر بمثل هذا التعبير في الجواهر أيضاً ١٧ : ١٦٧.