ومن العذر ما إذا نسي النيّة حتّى فات وقتها (١) بأن تذكّر بعد الزوال.
ومنه أيضاً ما إذا نسي فنوى صوماً آخر ولم يتذكّر إلّا بعد الزوال.
______________________________________________________
ينطبق على الحيض والمرض بمناطٍ واحد ، وبذلك يُرتكب التقييد في إطلاق صحيح الحلبي المتقدّم ، ويُحمل على ما إذا كان العارض من سفرٍ ونحوه أمراً اختياريّاً بحيث لا يكون ممّا غلب الله عليه ، جمعاً بينه وبين التعليل المزبور.
فتحصّل : أنّ التفصيل المذكور في المتن بين السفر الاختياري والاضطراري هو المتعيّن ، ويجري مثله في المرض والحيض بنفس المناط كما لا يخفى.
(١) لصدق ما غلب الله عليه المذكور في التعليل على ما فات نسياناً ، سواء أكان المنسي أصل النيّة أم عنوان الصوم.
وناقش فيه في الحدائق بأنّ النسيان من الشيطان كما يفصح عنه قوله تعالى (فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ) (١) ، فهو من غلبته لا من غلبة الله تعالى الذي هو الموضوع في التعليل (٢).
ولعلّ الجواب عنه واضح :
أمّا أوّلاً : فلأنّ الآية المباركة ناظرة إلى قضيّة شخصيّة فلا تدلّ على أنّ النسيان من الشيطان دائماً ، وعلى سبيل الكبرى الكلّيّة فإنّ مفادها قضيّة خارجيّة لا حقيقيّة.
وثانياً : سلّمنا ذلك ، لكن لا يلزم في صدق ما غلب الله أن يكون الفعل
__________________
(١) يوسف ١٢ : ٤٢.
(٢) الحدائق ١٣ : ٣٤٣.