الرياض (٢ / ٧١) ، ابن حجر في الإصابة (٢ / ٥٠٩) وقال : إسنادٌ قويٌّ ، السيوطي في الجمع كما في ترتيبه (٦ / ١٥٢) ، البَدَخشي في نُزُل الأبرار (ص ٢٢).
إسناد آخر :
أخرج (١) أبو داود الطيالسي ، عن شعبة ، عن أبي بلج ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عبّاس : أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعليٍّ : «أنت وليُّ كلِّ مؤمن بعدي». تاريخ ابن كثير (٧ / ٣٤٥) ، والإسناد كما مرَّ غير مرّة صحيح ، رجاله كلّهم ثقات.
فإن كان هؤلاء الحفّاظ والأعلام خارجين عن أهل المعرفة بالحديث فعلى إسلام ابن تيميّة السلام ، وإن كانوا غير داخلين في الاتِّفاق فعلى معرفته العفاء. وإن كان لم يُحِط خُبراً بإخراجهم الحديث حين قال ما قال ، فَزِهْ بطول باعه في الحديث. وإن لم يكن لا ذاك ولا هذا فمرحباً بصدقه وأمانته على ودائع النبوّة.
هذه نبذة يسيرة من مخاريق ابن تيميّة ، ولو ذهبنا إلى استيفاء ما في منهاج بدعته من الضلالات ، والأكاذيب ، والتحكّمات ، والتقوّلات ، فعلينا أن نعيد استنساخ مجلّداته الأربع ونردفها بمجلّدات في ردِّها ، ولم أجد بياناً يعرب عن حقيقة الرجل ويمثِّلها للملإ العلميِّ ، غير أنّي أقتصر على كلمة الحافظ ابن حجر في كتابه الفتاوى الحديثية (٢) (ص ٨٦) قال : ابن تيميّة عبدٌ خذله الله وأضلّه وأعماه وأصمّه وأذلّه ، وبذلك صرّح الأئمّة الذين بيّنوا فساد أحواله وكذب أقواله ، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتَّفق على إمامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد أبي الحسن السبكي وولده التاج والشيخ الإمام العزّ بن جماعة ، وأهل عصرهم وغيرهم من الشافعيّة والمالكيّة والحنفيّة ، ولم يقصر اعتراضه على متأخِّري الصوفيّة ، بل اعترض على مثل عمر بن الخطّاب وعليِّ بن أبي طالب رضي الله عنهما.
__________________
(١) مسند أبي داود الطيالسي ص ٣٦٠ ح ٢٧٥٢ ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٨١ حوادث سنة ٤٠ ه.
(٢) الفتاوى الحديثية : ص ١١٤.