الآن حصحص الحقّ
الآن حقّ علينا أن نميط الستر عن خبيئة أسرارنا ، ونعرب عن غايتنا المتوخّاة من هذا البحث الضافي حول الكتب. الآن آن لنا أن ننوِّه بأنّ ضالّتنا المنشودة هي إيقاظ شعور الأمّة الإسلامية إلى جانب مهمّ فيه الصالح العام والوئام والسلام والوحدة الاجتماعية ، وحفظ ثغور الإسلام عن تهجّم سيل الفساد الجارف.
(يا قَوْمِ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي وَتَذْكِيرِي بِآياتِ اللهِ فَعَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ) (١) أنشدُكم بالله أيّها المسلمون : هل دعاية أقوى من هذه الكتب إلى تفريق صفوف المسلمين ، وتمزيق شملهم ، وفساد نظام المجتمع ، وذهاب ريح الوحدة العربية ، وفصم عرى الأخوّة الإسلاميّة ، وإثارة الأحقاد الخامدة ، وحشّ نيران الضغائن في نفوس الشعب الإسلاميّ ، ونفخ جمرة البغضاء والعداء المحتدم بين فرق المسلمين؟
(يا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ) (٢) ..
هذه الكتب يضادُّ صراخها نداء القرآن البليغ ..
هذه النعرات المشمرجة (٣) تشيع الفحشاء والمنكر في الملأ الدينيِّ ..
هذه الكلم الطائشة معاول هدّامة لأسِّ مكارم الأخلاق التي بعث لتتميمها نبيُّ الإسلام صلىاللهعليهوآلهوسلم ..
هذه الألسنة السلاّقة اللسّابة البذّاءة ، مدرِّسات الأمّة بفاحش القول ، وسوء الأدب ، وقبح العشرة ، وضدّ المداراة ، وبالشراسة والقحّة والشياص (٤).
__________________
(١) يونس : ٧١.
(٢) غافر : ٣٨.
(٣) الشمراج : المخلط من الكلام بالكذب. والشمرج : الباطل. (المؤلف)
(٤) الشياص : الأذى.