فعلى الإسلام السلام ، وإن كان الجامع المصريّ الأزهر هذا علمه وهذا عالمه فعليه العفا.
وقد نوّه غير واحدٍ من محقّقي الإمامية (١) ، بما فيها من البهرجة والباطل في تآليفهم القيّمة ، وفي ـ تحت راية الحقّ ـ (٢) غنىً وكفاية لمريد الحقّ ، وإلى الله المشتكى.
(بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ) (٣)
١٤ ـ
جولة في ربوع الشرق الأدنى
|
تأليف محمد ثابت المصري مدرّس أوّل العلوم الاجتماعية بمدرسة القبّة الثانوية |
الناموس المطّرد في السيّاح أنَّ أكثر ما يتحرّى مشاهدته في البلاد والأصقاع يكون ملائماً لما انطبعت عليه نفسيّته ، ولذلك تراهم مختلفين في النزعات ، فصاحب رحلة يكاد أن لا يذكر فيها سوى ما تلقّاه من العلماء والأدباء ، وآخر تجد فيه نزوعاً إلى الساسة ونظريّاتهم ، وثالث يبغي وصف البقاع من ناحية المعيشة ، والاقتصاد ، والهواء الطلق ، والماء العذب النمير ، وفواكه ممّا يشتهون ، وعارف يذكر بدائع الصنع وإتقان حكمة الباري سبحانه من مشهوداته ، وهناك ماجن لا يروقه إلاّ الشهوات والمخازي ؛ فيصف المواخير ، ويلمُّ بحانات الخمور ، ويحدِّث عن المومسات ، وأفّاك أثيمٌ يَمينُ في أكثر ما يحدِّث ، ويدنِّس بفاحش القول ساحة قدس من لم يحسن قِراه ،
__________________
(١) كالحجج الفطاحل السيّد شرف الدين ، والسيّد الأمين ، وشيخنا كاشف الغطاء. (المؤلف)
(٢) تأليف العلاّمة الشيخ عبد الله السبيتي. (المؤلف)
(٣) سورة ق : ٥.