لو لم تُنزّلْ فيه إلاّ هل أتى |
|
من دون كلِّ مُنزَّلٍ لكفاهُ |
من كان أوّلَ من حوى القرآن من |
|
لفظ النبيِّ ونطقِهِ وتلاهُ |
من كان صاحبَ فتحِ خيبرَ من رمى |
|
بالكفّ منهُ بابَهُ ودحاهُ |
من عاضدَ المختارَ من دون الورى |
|
من آزرَ المختارَ من آخاهُ |
من بات فوق فراشِهِ متنكّراً |
|
لمّا أطلّ فراشَهُ أعداهُ |
من ذا أرادَ إلهُنا بمقالِهِ |
|
الصادقون القانتون سواهُ |
من خصّه جبريلُ من ربِّ العُلى |
|
بتحيّةٍ من ربِّهِ وحبَاهُ |
أظننتمُ أن تقتلوا أولادَهُ |
|
ويُظِلُّكُمْ يومَ المعادِ لواهُ |
أو تشربوا من حوضِهِ بيمينِهِ |
|
كأساً وقد شربَ الحسينُ دماهُ |
طوبى لمن ألفاهُ يوم أُوامِهِ (١) |
|
فاستلّ يوم حياته وسقاهُ |
قد قال قبلي في قريضٍ قائلٌ |
|
ويلٌ لمن شفعاؤه خُصماهُ |
أنسيتمُ يومَ الكساءِ وإنّهُ |
|
ممّن حواهُ مع النبيِّ كِساهُ |
يا ربِّ إنّي مهتدٍ بهداهمُ |
|
لا أهتدي يوم الهدى بسواهُ |
أهوى الذي يهوى النبيَّ وآلَهُ |
|
أبداً وأشنأ كلّ من يشناهُ |
وأقولُ قولاً يُستدلُّ بأنّه |
|
مُستبصرٌ من قالَهُ ورواهُ |
شعراً يودّ السامعون لَوَ انّه |
|
لا ينقضي طولَ الزمانِ هُداهُ |
يُغري الرواةَ إذا روتْهُ بحفظِهِ |
|
ويروقُ حسنُ رويِّه معناهُ |
الشاعر
أبو فراس الحارث بن أبي العلاء سعيد بن حمدان بن حمدون بن الحارث بن لقمان بن راشد بن المثنّى بن رافع بن الحارث بن عطيف بن محربة بن حارثة بن مالك ابن عُبيد بن عديّ بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غُنْم بن تغلب الحمداني التغلبي.
__________________
(١) الأُوام : شدّة العطش.