٢٣ ـ قال : قال الرافضيُّ ـ يعني العلاّمة الحلّي ـ : وعن عمرو بن ميمون ، قال : لعليِّ بن أبي طالب عشر فضائل ليست لغيره : قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : «لأبعثنَّ رجلاً لا يخزيه الله أبداً ، يحبُّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله».
فاستشرف إليها من استشرف ، فقال : «أين عليُّ بن أبي طالب؟» قالوا : هو أرمد في الرحى يطحن ـ وما كان أحدهم يطحن! ـ قال : فجاء وهو أرمد لا يكاد أن يبصر. قال : فنفث في عينيه. ثمّ هزَّ الراية ثلاثاً وأعطاها إيّاه ، فجاء بصفيّة بنت حييّ. قال : ثمّ بعث أبا بكر بسورة براءة ، فبعث عليّا خلفه فأخذها منه ، وقال : «لا يذهب بها إلاّ رجلٌ هو منّي وأنا منه».
وقال لبني عمِّه : «أيّكم يواليني في الدنيا والآخرة؟». قال : وعليٌّ جالس معهم فأبوا ، فقال عليٌّ : «أنا أواليك في الدنيا والآخرة». قال : فتركه ثمَّ أقبل على رجل رجل منهم ، فقال : «أيّكم يواليني في الدنيا والآخرة؟» فأبوا ، فقال عليٌّ : «أنا أواليك في الدنيا والآخرة». فقال : «أنت وليّي في الدنيا والآخرة».
قال : وكان عليٌّ أوّل من أسلم من الناس بعد خديجة. قال : وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه فوضعه على عليّ وفاطمة والحسن والحسين ، فقال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
قال : وشرى عليٌّ نفسه ولبس ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمّ نام مكانه ، وكان المشركون يرمونه بالحجارة.
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس في غزاة تبوك ، فقال له عليٌّ : «أخرج معك؟ فقال : لا». فبكى عليٌّ. فقال له : «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنَّك لستَ بنبيّ؟ لا ينبغي أن أذهب إلاّ وأنت خلي فتي». وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أنت وليّي في (١) كلِّ مؤمن بعدي».
__________________
(١) كذا. والصحيح المحفوظ في أصول الحديث : «أنت وليُّ كلّ مؤمن بعدي». (المؤلف)