الشيعة الذين هم ذووهم وأعرف الناس بمبادئهم لا يعرفون هاتيك المفتريات ، ولا يعترفون بها ، ولا يوجد شيءٌ منها في كتبهم ، وإنَّما الثابت فيها خلاف ذلك كلّه ، كما لا يعتمد على تحقيق شيء من هاتيك الفرق آية الله العلاّمة الحلّي في مناهج اليقين ، وغيرهم من أعلام الشيعة.
فهل في وسع الرجل أن يخصم الإماميّة بحجّة مثبتة لتلكم الدعاوي؟ لاها الله.
وهل نُسب في كتب الكلام والتاريخ قبل خلق الشهرستاني إلى هشام القول بأُلوهية عليّ؟ لاها الله.
وهل رأت عين بشر أو سمعت أُذناه شيئاً ، ولو كلمة ، من تلكم الكتب المعزوّة إلى يونس بن عبد الرحمن المصنّفة في التشبيه؟ لاها الله. والشهرستاني أيضاً لم يره ولم يسمعه ، وإن تعجب فعجبٌ قوله :
٧ ـ اختلف الشيعة بعد موت عليّ بن محمد العسكري أيضاً ، فقال قوم بإمامة جعفر بن عليّ ، وقال قوم بإمامة الحسن بن عليّ ، وكان لهم رئيس يقال له عليّ بن فلان الطاحن ، وكان من أهل الكلام قوّى أسباب جعفر بن عليّ وأمال الناس إليه ، وأعانه فارس بن حاتم بن ماهويه ، وذلك أنَّ محمداً قد مات وخلّف الحسن العسكريّ ، قالوا : امتحنّا الحسن ولم نجد عنده علماً. ولقّبوا من قال بإمامة الحسن (الحمارية) ، وقوّوا أمر جعفر بعد موت الحسن ، واحتجّوا بأنَّ الحسن مات بلا خلف ، فبطلت إمامته لأنَّه لم يعقب ، والإمام لا يكون إلاّ ويكون له خلف وعقب ، وحاز جعفر ميراث الحسن بعد دعوى ادّعاها عليه أنَّه فعل ذلك من حبل في جواريه وغيره ، وانكشف أمرهم عند السلطان والرعيّة وخواصّ الناس وعوامّهم ، وتشتّتت كلمة من قال بإمامة الحسن وتفرّقوا أصنافاً كثيرة ، فثبتت هذه الفرقة على إمامة جعفر ، ورجع إليهم كثير ممّن قال بإمامة الحسن ، منهم : الحسن بن عليّ بن فضّال ، وهو من أجلّ أصحابهم وفقهائهم ، كثير الفقه والحديث. ثمّ قالوا بعد جعفر بعليّ