قصصاً لا يوجد لها مصدر ولو من أضعف المصادر ، ويلفِّق لهم تاريخاً من عند نفسه لا يعلمه إلاّ شيطانه ، فإنّ ذلك المدفن قد يُنسب إلى محمد بن محمد بن زيد بن عليّ الإمام زين العابدين عليهالسلام. ترجمه أبو الفرج في مقاتل الطالبيّين (١) وقال : بايعه أبو السرايا بالكوفة بعد موت محمد بن إبراهيم بن إسماعيل طباطبا واستولى على العراقين وفرّق فيهما عمّاله من بني هاشم ، إلى أن جهّز الحسن بن سهل ذو الرياستين له جيشاً مع هرثمة بن أعين ، فأُسر وحُمل إلى خراسان إلى المأمون فحبسه أربعين يوماً في دار جعل له فيها فرشاً وخادماً فكان فيها على سبيل الاعتقال ، [ثمّ] دسّ إليه شربة سمٍّ ، فجعل يختلف كبده وحشوته حتى مات.
لكنَّ الرجل لم يستسهل أن يمرَّ على هذا العلويِّ المظلوم ولا يخزه بشيء من وخزاته ، فجاء يقذفه بعد قرون من شهادته بهذه الشائنة والبهتان العظيم ، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (٢).
٩ ـ قال : إنَّ الحسين تزوّج شهربانو بنت آخر الملوك الساسانيِّين ، وبذلك ورث الحسين العظمة الإلهيّة التي ورثها من قِبَل الساسانيِّين (ص ٢٠٨).
الجواب : حسين العظمة ورث ما ورثه من جدّه النبيّ الأعظم ، وإن كان فارس خيرة العجم ، والعائلة المالكة أشرف عائلات فارس ، وقد ازدادت شرفاً ومنزلةً بمصاهرة بيت الرسالة ، فإنَّ شرف النبوّة تندكُّ عنده الفضائل كلّها.
وليت شعري ما الصلة بين مصاهرة الفرس والعظمة الإلهيّة ومؤسِّسها نبيُّ العظمة وقد ورثها منه آله العظماء؟ وملوك الفرس إن تمكّنوا بشيء من المنزلة والمكانة ، فعن قهر وتغلّب من دون دخل لها في النفسيّات الراقية والمنازل الإلهيّة والعظمة الروحيّة القدسيّة.
__________________
(١) مقاتل الطالبيّين : ص ٤٤٦.
(٢) الشعراء : ٢٢٧.