مكتبات الدنيا. نعم : (وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى) (١). فأتعس الله حظَّ مؤلِّف هذا شأنه ، وجدع أنفه ، ويريه وبال أمره في الدنيا قبل عذاب الآخرة.
والخطب الفظيع أنّ هذا الكيذبان ـ وليد عالم التمدّن ـ مهما ينقل عن تأليف شيعيّ ، تجده تارةً يمين في نقله كقوله في ترجمة الكليني (ص ٢٨٤) : يقال إنّ قبره فُتح فوجد في ثيابه وعلى هيئته لم يتغيّر وإلى جانبه طفلٌ كان قد دفن معه فبُني على قبره مصلّى. ويذكر في التعليق أنّه كذلك (ص ٢٠٧) فهرست الطوسي (رقم ٧٠٩) ، ولم يوجد في فهرست الطوسي من هذه القيلة أثر.
وتارةً تراه يحرِّف الكلم عن مواضعها ويشوِّه صورتها ، كما فعل فيما ذكره من زيارة مولانا أمير المؤمنين (ص ٨٠) ناقلاً عن الكافي للكليني (٢) (٢ (٣) / ٣٢١) فإنَّه أدخل فيها من عند نفسه ألفاظاً لم توجد قطُّ فيها ، لا فيه ولا في غيره من كتب الشيعة.
أضف إلى هذه فظيعة جهله برجال الشيعة وتاريخهم ، قال في ترجمة الصحابيّ الشيعيّ العظيم سلمان الفارسيّ : يزور كثير من الشيعة قبره عند عودتهم من كربلاء وهو في قرية اسبندور من المدائن ، ويقول بعضهم (٤) : إنّه دُفن في جوار أصفهان.
وقال (ص ٢٦٨) : والمقداد الذي تُوفّي في مصر ودفن بالمدينة ، وحذيفة بن اليمان الذي قُتل مع أبيه وأخيه في غزوة أحد ودُفن في المدينة. وقال (ص ٢٦٨) : إنّ الكليني مات في بغداد ودفن بالكوفة (٥) ، وأكثر النقل عن تبصرة العوام للسيّد المرتضى الرازي أحد أعلام القرن السابع ، ونسبه في ذلك كلِّه إلى السيّد الشريف علم الهدى المرتضى مؤرِّخاً وفاته (٤٣٦).
__________________
(١) فصّلت : ٤٤.
(٢) الكافي : ٤ / ٥٧٠.
(٣) والصحيح : ج ١. (المؤلف)
(٤) ليته دلّنا على ذلك البعض. (المؤلف)
(٥) خفي عليه أنه باب الكوفة ، وهو من محلاّت بغداد. (المؤلف)