لا يشخّص هو أنّه أيٌّ منهم مسألةً فاضحةً مجهولةً لا يعرفها ، عن سائل هو أحد النكرات ، لا يُعرَّف بسبعين (ألف لام) ، وأسند ما يقول إلى كتب لم تؤلَّف بعدُ ، ثمَّ طفق يشنُّ الغارة على ذلك الإمام وشيعته على هذا الأساس الرصين ، فنحن لسنا نردُّ على القصيميِّ إلاّ بما يردُّ هو على هذا الرجل. ولعمري لو كان المؤلِّف ـ القصيميّ ـ يعرف الإمام أو السائل أو المسألة أو شيئاً من تلك الكتب لذكرها بهوس وهياج ، لكنّه لا يعرف ذلك كلّه ، كما أنّا نعرف كذبه في ذلك كلِّه ، ولا يخفى على القارئ همزه ولمزة.
١٠ ـ قال : من نظر في كتب القوم علم أنَّهم لا يرفعون بكتاب الله رأساً ، وذلك أنّه يقلُّ جدّا أن يستشهدوا بآية من القرآن فتأتي صحيحةً غير ملحونةٍ مغلوطةٍ ، ولا يصيب منهم في إيراد الآيات إلاّ المخالطون لأهل السنّة ، العائشون بين أظهرهم ، على أنَّ إصابة هؤلاء لا بدَّ أن تكون مصابة ، أمّا البعيدون منهم عن أهل السنّة فلا يكاد أحدٌ منهم يورد آيةً فتسلم عن التحريف والغلط ، وقد قال من طافوا في بلادهم : إنّه لا يوجد فيهم من يحفظون القرآن ، وقالوا : إنّه يندر جدّا أن توجد بينهم المصاحف.
الجواب :
بلاءٌ ليس يُشبهُهُ بلاءُ |
|
عداوةُ غيرِ ذي حسبٍ ودينِ |
يبيحك منه عِرضاً لم يَصُنْهُ |
|
ويرتعُ منك في عِرضٍ مصونِ |
ليتني كنت أعلم أنّ هذه الكلمة متى كُتبت؟ أفي حال السكر أو الصحو؟ وأنَّها متى رُقمت؟ أعند اعتوار الخبل أم الإفاقة؟ وهل كتبها متقوِّلها بعد أن تصفّح كتب الشيعة فوجدها خلاءً من ذكر آية صحيحة غير ملحونة؟ أم أراد أن يصمهم فافتعل لذلك خبراً؟ وهل يجد المائن في الطليعة من أئمّة الأدب العربيّ إلاّ رجالاً من الشيعة ألّفوا في التفسير كتباً ثمينة ، وفي لغة الضاد أسفاراً كريمةً هي مصادر اللغة ، وفي الأدب زبُراً قيّمة هي المرجع للملإ العلميّ والأدبيّ ، وفي النحو مدوَّنات لها وزنها العلميّ ،