ويسلقهم بهذا التافه الخرافيّ.
(فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها وَاتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدى) (١).
٩ ـ قال : اليهود لا تأكل لحم الجزور ، وكذلك الرافضة.
الجواب : إقرأ واضحك ، أو اقرأ وابكِ.
وإذا تحرّيت الوقاحة والصلف فإلى صاحب هذه الكلمة ، فإن كنت لا تعلم كيف يكذب المائن ، ويبهت الخائن ، فالأندلسيُّ يوقفك عليه في كتابه.
ليت شعري ما ذنب الجزور المخرج حكمه ممّا يؤكل لحمه من الحيوانات؟ أو ما كرامته على الشيعة حتى أربوا به عن الذبح؟!
أنا لا أعلم شيئاً من ذلك ، ولعلّ عند مفتعل الرواية فلسفة راقية تؤول إلى تلك الفرية الشائنة.
والحكم الفاصل في هذه المعضلة مجازر القصّابين وسواطيرهم وحوانيتهم في بلاد الشيعة من أقطار العالم.
أُضحوكة
١٠ ـ قال : قال أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ : أخبرني رجلٌ من رؤساء التجّار قال : كان معنا في السفينة شيخٌ شرس الأخلاق ، طويل الإطراق ، وكان إذا ذُكر له الشيعة غضب واربدَّ وجهه ، وزوى من حاجبيه ، فقلت له يوماً : يرحمك الله ما الذي تكرهه من الشيعة؟ فإنّي رأيتك إذا ذُكروا غضبتَ وقبضتَ. قال : ما أكره منهم إلاّ هذه الشين في أوّل اسمهم ، فإنّي لم أجدها قطُّ إلاّ في كلّ شرٍّ ، وشؤمٍ ، وشيطانٍ ، وشغبٍ ، وشقاءٍ ، وشفارٍ ، وشررٍ ، وشَيْنٍ ، وشَوكٍ ، وشكوى ، وشهرةٍ ، وشتمٍ ، وشُحٍّ. قال أبو عثمان : فما ثبت للشيعيّ بعدها قائمة.
__________________
(١) طه : ١٦.