ومثله قوله صلّى الله عليه وسلّم مشيرا إلى الذهب والحرير : «هذان حرام على ذكور أمتي» (١) أي : استعمال هذين.
الرابع : أن يكون من باب حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه ، أي : إن رحمة الله شيء قريب أو لطف أو برّ أو إحسان ، وحذف الموصوف سائغ ، من ذلك قوله (٢) : [السريع]
قامت تبكّيه على قبره |
|
من لي من بعدك يا عامر |
تركتني في الحرب ذا غربة |
|
قد خاب من ليس له ناصر |
أي : شخصا أو إنسانا ذا غربة ، ومثله قول الآخر : [الطويل]
٤٥٠ ـ فلو أنك في يوم الرّخاء سألتني |
|
فراقك لم أبخل وأنت صديق |
أي : شخص صديق ، وعلى ذلك حمل سيبويه قولهم : حائض وطامث ، قال : كأنهم قالوا : شيء حائض.
الخامس : أن يكون من باب اكتساب المضاف حكم المضاف إليه إذا كان صالحا للحذف والاستغناء عنه بالثاني ، والوجه في هذا تأنيث المذكر لإضافته إلى مؤنث على الوجه المذكور كقوله : [الطويل]
٤٥١ ـ مشين كما اهتزّت رماح تسفّهت |
|
أعاليها مرّ الرّياح النّواسم |
ومثله : [الكامل]
٤٥٢ ـ بغي النّفوس معيدة نعماءها |
|
نقما وإن عمهت وطال غرورها |
وإذ كانت الإضافة تعطي المضاف تأنيثا لم يكن فيه على الوجه المذكور فلأن تعطيه تذكيرا لم يكن له كما في الآية الكريمة أحق وأولى ، لأن التذكير أصل فالرجوع إليه أسهل من الخروج عنه.
__________________
(١) أخرجه ابن ماجه في سننه رقم (٣٥٩٥) ، وأبو داود في سننه (٤٠٥٧).
(٢) مرّ الشاهد رقم (٤٢٧).
٤٥٠ ـ الشاهد بلا نسبة في الأزهيّة (ص ٦٢) ، والإنصاف (١ / ٢٠٥) ، والجنى الداني (ص ٢١٨) ، وخزانة الأدب (٥ / ٢٤٦) ، والدرر (٢ / ١٩٨) ، ورصف المباني (ص ١١٥) ، وشرح الأشموني (١ / ١٤٦) ، وشرح شواهد المغني (١ / ١٠٥) ، وشرح ابن عقيل (ص ١٩٣) ، وشرح المفصل (٨ / ٧١) ، ولسان العرب (حرر) ، و (صدق) ، و (أنن) ، ومغني اللبيب (١ / ٣١) ، والمقاصد النحوية (١ / ٣١١) ، والمنصف (٣ / ١٢٨) ، وهمع الهوامع (١ / ١٤٣).
٤٥١ ـ الشاهد لذي الرمة في ديوانه (ص ٧٥٤) ، وخزانة الأدب (٤ / ٢٢٥) ، وشرح أبيات سيبويه (١ / ٥٨) ، والمحتسب (١ / ٢٣٧) ، والمقاصد النحوية (٣ / ٣٦٧) ، وبلا نسبة في الخصائص (٢ / ٤١٧) ، وشرح الأشموني (٢ / ٣١٠) ، وشرح ابن عقيل (ص ٣٨٠) ، وشرح عمدة الحافظ (ص ٨٣٨) ، ولسان العرب (عرد) و (صدر) ، و (قبل) ، و (سفه) ، والمقتضب (٤ / ١٩٧).
٤٥٢ ـ لم أجده في أيّ من المصادر التي بين يديّ.