وقد قسم حكماء السلف وجه الأرض إلى سبعة أقاليم بعلم الاسطرلاب :
ـ الإقليم الأول :
يقع كذلك فى جزيرة مصر ويمتد إلى منبع النيل عند جبل القمر.
والإقليم ـ بعلم الاسطرلاب ـ عبارة عن خط يمتد من الشرق إلى الغرب فتكون جميع المدن الواقعة على هذا الخط لها نفس الأرض ونفس طول النهار.
وثمة إقليم آخر يقع على حدود بلاد الحبشة جنوب جزيرة مصر وهذا الإقليم الآن فى حوزة البرتغاليين ويسمى فى علم الهيئة «مدار الجدى» ويطلقون على نهاية الإقليم الثانى اسم «خط الاستواء». هذا ما اصطلح عليه العلماء.
أما عرض الإقليم الأول ف ١٢ درجة و ٤٠ دقيقة. ومن خط الاستواء جنوبا يتبقى جزء من العالم وهذا الإقليم بما أنه غير معمور لشدة الحر فيه لم يعده العلماء إقليما. لأن هذه الجهات هى البحر المحيط وبه بعض الجزر. وعند بطليموس أنه وراء خط الاستواء ب ١٦ درجة و ٢٥ دقيقة بعض البلدان المعمورة بالقرب من ولاية الزنوج وأقاليم الحبشة ولكن فى الوقت الذى لا يطيق فيه الإنسان شدة حرها تكثر فيها الفيلة والقردة.
حتى إنه فى شهر يوليو من عام ٨٣ عندما كنت فى سياحتى بفونجستان وحرها جد شديد تجاوزت خط الاستواء جنوبا قاطعا المنازل طاويا المراحل طيلة سبعة وعشرين يوما فارتفعت ربع دائرة فوجدت بالحساب أن طول النهار ( ) (١) ساعة و ١٦ درجة و ٢١ دقيقة.
أما وسط الإقليم الأول فمن المتفق عليه أن عرضه ١٦ درجة و ٣٧ دقيقة ، وطول نهاره ١٣ ساعة.
ـ الإقليم الثانى :
يبدأ من خط عرض ٢٠ درجة و ٢٧ دقيقة وطول نهاره ١٣ ساعة و ١٥ دقيقة ، ووسط هذا الإقليم خط عرض ٢٤ درجة و ٤٠ دقيقة وطول نهاره ١٣ ساعة.
__________________
(١) بياض بالأصل.