ولقد زرت هذا القطب وتلوت سورة «يس» ابتغاء مرضاة الله ووهبت مثوبتها روحه ورجوت منه الشفاعة وليتقبل الله.
وإلى جوار الإمام الليث قبر داود باشا وهو من وزراء السلطان سليمان ، وتاريخه عام ٩٥٦ وفى الجانب الشرقى لهذا الضريح ، على بعد ألف قدم ، فى منتصف الطريق إلى جبل المقطم ، فوق أكمة عالية مرقد القطب الزاهد ، صاحب الكرامات ، غياث الواصلين ، مطلوب الطالبين الشيخ شاهين رضى الله عنه ، وكأنه شاهين قنع بصيده ، واستقر فى رأس جبل قاف ، وضريحه لا يخلو من الزائرين يصيد قلوبهم بالعشق ، وأضرحة كل المدفونين فى القرافة الكبرى تبدو وكأنها تحت منقار هذا الشاهين. إنه ضريح طيب النسيم ، وله جامع وتكية يسكنها المتصوفة ومبرة وسبيل وهو مدفون فى الجهة اليمنى من جامعه مع أولاده العظام وخلفائه الكرام وأكبر أبنائه الشيخ محمد العنقاء مدفون فى الجانب الأيمن ، أما أصغر أبنائه الشيخ عبد الله العقاب فمدفون فى الجانب الأيسر وألقاب خلفائهم كذلك مشتقة من أسماء الطيور ، إنهم متصوفة معتكفون فى ركن العزلة يسمون الطريقة الشاهينية. وجميع نفقاتهم من فضله فلا تجرى عليهم مرتبات من جهة ، وهم متوكلون على الله ، والله يبسط الرزق لهم وفى التنزيل العزيز : (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُها) هود : ٦ ، وقد وردت هذه الآية الكريمة فى شأن المتوكلين عليه ـ سبحانه وتعالى ـ.
ضريح الشيخ إدريس بن العباس والد الإمام الشافعى ـ رحمهالله ـ :
إنه ضريح صغير فى مصر القاهرة بالقرب من بيت المولوية. وقد رأيت فى أحد التواريخ أن الشيخ إدريس بن العباس مدفون فى غزة لأن الإمام الشافعى ولد فيها ولما توفى والده ـ الشيخ إدريس ـ ارتحلت والدته إلى بغداد ثم إلى المدينة ، وهناك تلقى الشافعى العلم على يد الإمام محمد والإمام مالك. وقد أكد مؤرخو مصر بالتواتر أن وفاته كانت فى مصر ولقد زرته ـ رحمة الله عليه ـ.
وفى طريق القصر العينى داخل باب جمال الدين ضريح الشيخ عبد الله العراقى وهو ضريح صغير ، وبالقرب من درب الكنيسة ضريح الشيخ أبى بكر معرف القوم وهو مزار عظيم.