وبقرية أبو صير الواقعة بالقرب من جبل الهرم الذى هدمه الخليفة المأمون يقع قبر الملك مروان الحمار (١) وهو أحد ملوك بنى أمية ، وأنهم بفعل الأعمال غير الشرعية وقد تحارب على ضفاف نهر الفرات وقتل كل جنوده أما هو فقد فر هاربا إلى الشام مقر حكمه ، ولم يستطع الاستقرار بالشام ففر هاربا إلى مصر وقد ظن أنه قد استقر فى مصر فى مأمن إلا أن أحد الجنود ويدعى عامر بن جرجابى قبض عليه وسلمه لعبد الله المازنى الذى قطع رأسه وعلقها على رأس طريق وقتل كل من كانوا معه وخرج موكب عظيم من مصر برأس مروان الحمار ومر الموكب برأسه من غزة والشام وحلب وعرفة (٢) حتى وصلوا إلى ملاطية وهناك سلموا رأس مروان الحمار إلى الملك الناصر على طاهر ، وأقيمت الاحتفالات وذلك لأن الملك الناصر انتقم من خصمه وحمد الله على ذلك فقد انقطع نسل يزيد الأموى عند مروان الحمار وقد أرسل الرسائل لكل سلاطين الإسلام يذكرهم فيها أنه انتقم لدم الحسين ، والآن يرقد نعش مروان الحمار فى قرية أبو صير تعلوه قبة منخفضة ويقوم بزيارته الذاهبون لمشاهدة الأهرام ، وبعضهم يسبه ويقولون «مقام مذموم».
وبمصر القديمة يقع قبر الشيخ عبد الله بن عمرو بن العاص ، وهو من الصحابة الكرام رواة الحديث ، دفن فى منزله بناء على وصيته أثناء فتح مصر.
وبالقرب من قبر الإمام الشافعى والإمام الليث يقع ضريح الشيخ جلال الدين السيوطى قدّس سره العزيز ، وقد ولد جلال الدين السيوطى فى مدينة مزينة هى مجمع
__________________
(١) هو مروان (الثانى) بن محمد بن مروان بن الحكم كان يكنى أبا عبد الملك ، ولى أمور دولة بنى أمية سنة (١٢٧ ه) ، وهو آخر ملوكهم ، لقب بالحمار لا على سبيل السخرية أو الاستهزاء إنما على سبيل المجاز إشارة لقوة عضلاته وإعجابا بصلابته ، كما أن الحمار يمتاز بالصبر على الشدائد ، وقوة الاحتمال.
انظر خبره فى : مختصر تاريخ العرب والتمدن الإسلامى لسيد أمير على ، ترجمة رياض رأفت ص ١٤٥ وما بعدها ط. دار الآفاق العربية القاهرة ١٤٢١ ه / ٢٠٠١ م ، والمعارف لابن قتيبة الدينورى بتحقيق ثروت عكاشة ط. ٤ ـ دار المعارف ص ٣٦٩ ، والجزء السادس والسابع من تاريخ الطبرى (فى مواضع متفرقة) ، وغيرها.
(٢) هى : أورفه.