ـ مراعى أمير آخور :
تقع فى منطقة الجيزة عند حدود امبابة. إنها واد ذو زرع ترعى فيه خيول أهالى القاهرة ووزيرها. إنها موضع مخضوضر ينشرح له صدر من يراه. ولكن ما فيها من زرع من غرس الإنسان. فبذور العشب المسمى «بالبرسيم» إذا بذرت فى ليلة نمت فى صبيحة اليوم التالى فبلغت فى الطول إصبعين وفى اليوم الثالث يمكن للدواب أن ترعاها وجميع خيول القاهرة ترعى هذا العشب والذى يعرف فى بلاد الترك ب «يونجه» ، وتضرب طائفة الجند وأمير آخور خيامهم فى هذه البقعة لرعى خيولهم ثلاثة أشهر بتمامها ، وهناك ينعمون كذلك بالراحة والمتعة.
إنه سهل فيه مروج ورياض وأمير آخور الباشا حاكم مطلق عليه بتفويض من الباشا ومهمته تتبع اللصوص والضرب على أيديهم وإعمال السيف فيهم.
ولأن هذه المنطقة تدخل فى حدود أولاد خبير يأتى منهم كل ليلة ألف من فرسان البدو ـ بخيولهم لحراسة جياد الباشا وغيرها من جياد طائفة الجند.
ويتعين على الأمير آخور أن يقيم للباشا سماطا عظيما ، وأن يهدى إليه ثلاثة أكياس وثلاثة من الطواشية وثلاثة جياد أحدها ذا سرج مرصع بالجواهر ، فيخلع الباشا عليه خلعة من فرو السمور. كما يقدم الأمير آخور جوادا إلى كل من كتخدا الباشا والخزينة دار ويوزع الهدايا كذلك على سائر رجال الباشا. ولأن عوائد وضرائب أمير آخور القاهرة والكتخدا معا ينص القانون على تعيين «أمير أمراء» الشام من بين أمراء آخور القاهرة.
ويتحصل لأمير آخور مائتا كيس من بيع العشب بالإضافة إلى دخل آخر من مصادر أخرى يقدر بمائتى كيس كذلك.
ويهدى الباشا ألفا من الجياد فى العام يلزم بأن يمنح الأمير آخور قماشا من صوف على كل جواد من هذه الجياد الألفين.
وقياسا على ذلك فإنه بقدر ما تكون الأموال المتحصلة لأمير آخور وبقدر ما يكون شخصا ذا وقار فإنه يتقاسم الربح مع الكتخدا.