وأربعون مغزلا لنسيج الأقمشة ومائتى حانوت لأعمال الطلاء وسبعة مصانع للطلاء أميرية.
هذا السوق السلطانى مغطى من أوله إلى آخره من أعلى والطريق العام بالمدينة واسع ، وكل منازلها سواء كانت للفقراء أو الأغنياء منازل عامرة ذات طابقين ، وكل مياهها من الآبار وبها نسبة ملوحة وهناك مياه خاصة يستخدمونها للشرب ويوجد بئر على طريق أبو الريش يشرب منه أعيان وكبار المدينة مياهه لذيذة وهى عبارة عن ماء البرد وطقس المدينة ليس مرغوبا فيه.
ولا يوجد بالمدينة حدائق أو بساتين إلا أن أشجار النخيل تحيط بجوانبها الأربعة وتأتى معظم فاكهة تلك المدينة من بلدة صف درج وبالمدينة نوع من العنب أجود من عنب الفيوم ، ولأن أرض تلك المدينة مالحة إلى حد ما فإن محصولها من القمح قليل ، ولون بشرة الأهالى هناك قمحية ، ويتزاوج عربان بهيجة وضارى من بعضهم البعض وتتزين معظم النساء والفتيات هناك بالوشم الأزرق على أيديهن وأذرعهن وأيضا بالكردان والخلخال (١) الفضى والذهبى وترتدى النساء الأثرياء هناك البرقع الأسود ويرتدين الأقمصة الحريرية ، ويرتدى الأعيان من الرجال الملابس الصوفية ، أما فقراءهم فيرتدون الفرجية (٢) المصرية. والقماش فى دمنهور من أكثر الصناعات هناك شهرة خاصة الأزرق والأحمر الفاتح منه والكليم من أشهر صناعات القماش فى دمنهور فهم يصنعون كليما بطول أربعين أو خمسين ذراعا ويمكن أن تستعمل أربعين أو خمسين عاما ، كما تشتهر المدينة بالزيت الحار أى زيت بذر الكتان والخبز الأبيض والباذنجان الكبير التى تبلغ الواحدة منه مثل حجم رأس الإنسان والملح والحصير المتعدد الألوان ، كما يوجد ببحيرة المدينة أنواع مختلفة من الأسماك ، وبقرية صفد أنواع كثيرة من الثمار والعنب الجيد ، والحاصل أنها مدينة كبيرة ولكن لوجود اللصوص بها لا يستطيع
__________________
(١) الكردان : حلى تزين الصدر وتلبس فى الرقبة كالقلائد ، والخلخال : تلبسه النساء فوق الكعبين وكلاهما مشهور معروف.
(٢) ثوب واسع من الصوف طويل الكمين.