( ) (١) لفظ حديث فى اللغة العربية ، كانت هذه المدينة قديما مدينة عظيمة ولكنها غرقت تحت بحر الإسكندرية فخربت قراها.
والمدينة حاليا ليست مدينة وفى أراضى البحيرة كاشف يطلقون عليه روم بيه ، يمنح الخلعة من كاشف البحيرة وعنده خمسمائة جندى من الخيالة وحكم هذا الكاشف يمتد حتى سبعين منزلا أى حتى خليج كبريت ويتحصل لكاشفها ثمانية عشر كيسا من الأموال المصرية ، وقضاء مائة وخمسين أقچة ولكن نظرا لعدم تحصيل أى شىء منها فى الوقت الحالى ألحقت بقضاء البحيرة ، ويتحصل منها سنويا ألف قرش ، تقع مدينة حوش عيسى فى وسط صحراء مستوية ، ففى عام ٧٢١ جاء أحد أمراء العربان ويدعى حوت عيسى إلى تلك المنطقة فأعجبه هواءها ومياهها فأسس تلك المدينة.
وكان هذا الأمير يمتلك عشرة آلاف ناقة ومئات الآلاف من الأغنام والجاموس والثيران ودائما ما كان يقوم بالاستيلاء على التبر الموجود بالمنطقة ، وكان يحج كل عام بألف ناقة وكان يبذل النعم على الحجاج ، ونظرا لهذا فقد عمرت مدينة حوش عيسى وأقبل الناس عليها نظرا لكثرة إنعام أميرها عليها ويمكن القول بأن أهل المدينة أصبحوا أثرياء ولم يبق بمنازلها أرض خراب ، فقد كانت تلك الأرض أرض الإبل والغنم.
وفى عصر ابن عيسى المذكور قام كفار أسبانيا بهدم طريق ترعة الإسكندرية فلم يصل النيل إلى الإسكندرية ، وبالتالى مات أهل المدينة من العطش وقد وجد الكفار فى هذا إعانة لهم على إسقاط المدينة تحت وطأتهم ؛ فحاصروها. ولكن مئات الآلاف من عربان حوش عيسى هبوا لنجدة الإسكندرية ووصل المدد إلى القلعة ، وألقوا فريقا من الكفار فى البحر ، أما الباقون فقد ركبوا سفنهم وفروا هاربين وفى أثناء إصلاح الترعة كان ابن عيسى يقدم لأهالى الإسكندرية كل يوم ثلاثة جمال محملة بالمياه وبذلك أنقذ أهالى الإسكندرية من هذا العطش والهلاك المحقق ، وبذلك ازدانت مدينة حوش عيسى بالعمران بمرور الأيام لقوة حاكمها الأمير عيسى ولكنها أهملت بعد ذلك نظرا لظلم الكاشفين وكيد العربان وجورهم على الأهالى ، وعندما زرنا هذا المكان كان بالمدينة ألفا
__________________
(١) بياض فى الأصل.