والماشية والحملان والصبيان السود وكل جنسية من تلك الأجناس المختلفة لها شكل ولون مختلف عن الآخر فقوم ماى بورنو عيونهم حمراء ، وأفنو عيونهم صفراء ولكن بشرتهم تميل إلى الحمرة ومعظم هؤلاء يحضرون تبر الذهب ويشترون قماش الأقمصة ، أما أقوام نجه نشكى فعيونهم بيضاء وبشرتهم سمراء جدا ، وكان يوجد فى خيامهم رجل كل جسده مغطى بالشعر وقد ذهب الجميع ليشاهدوه ، وقد تقدم الحقير وشاهد هذا الرجل ، وكانت أسنانه وأنفه مثل أسنان وأنف الكلب كان يبدو وكأنه كلب أصفر اللون ، عندما كنا نتكلم كان يبتسم ولم ير الحقير بنى آدم على تلك الهيئة ، فسألت عن أهله وهو يعرف لغتهم حيث كان يوجد رجال من الواحات ، فأجابوا قائلين وهم يقسمون على ذلك : أن هذا الرجل ابن أحد القرود ويقولون فى ذلك أن والدة هذا الرجل كانت تقوم بتكسير وتقطيع أشجار السندباد فى الجبل فخرج عليها قرد وجامعها وبعد عام ولد هذا الرجل بإذن الله وقد تحير الحقير جدا وقال آية : (إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [البقرة : ١٠٩] وسأل الحقير أيضا مرة أخرى أيها القوم هل يكون هناك قرد بهذا الحجم فقالوا يوجد قرود فى حجم الحمار فينزلون إلى الطريق من على الجبل ويتعاركون معنا ، يفعل الله ما يشاء بقدرته ويحكم ما يريد بعزته ولكن كل هؤلاء القوم عرايا ولا توجد عليهم أى سترة سوى سترة بسيطة عند مكان العورة ، ولكنهم لو تحركوا تظهر عورتهم إنهم مثل الحيوانات ، ومنهم رجال لم يشربوا المياه طوال حياتهم ، وكلهم يشربون لبن الإبل ويأكلون خبز الذرة ، أما قبائل بهيجة وجنادى والضعفا فيأكلون الخبز الأبيض (القمح) يشتهرون بالجمال فعيونهم مكحلة وكلامهم حسن ولكنهم اللهم عافنا يذهبون إلى سوق البغايا ، وتنصب الأسواق فى هذا المولد ويتم البيع والشراء لمدة عشرة أيام بلياليها ثم يقوم الكاشف وكل جنده بالمسير على دقات الدفوف وبذلك يكون قد انتهى المولد ويحل كل الزوار والتجار الخيام ويقومون بزيارة أبو الريش زيارة الوداع ثم يذهب كل شخص إلى قصبته وقريته ، وقد قام الحقير أيضا بزيارة الوداع وأخذ من الكاشف عشرة رجال مسلحين وسرنا بهم إلى اتجاه الغرب لمدة خمس ساعات من دمنهور فى صحراء كبيرة فوصلنا إلى مدينة حوش عيسى القديمة ويطلقون على الحوش