ثم ضريح الشيخ أحمد الداودى ويقع على يسار محراب جامع المحكمة بجوار سوق الخفاف إنه سلطان عظيم حتى لو كان هناك حق لشخص عند شخص آخر ولا توجد نية للوفاء بهذا الحق فيهب الاثنان إلى ضريح الشيخ داود ويحلف المدين وهو يطرق باب الضريح بيده بأنه ليس فى ذمته أى دين لهذا الشخص ، والحقيقة أنه لو كان هناك أى سارق أو مديون لا يستطيع أن يحلف اليمين ويضرب الباب بيده ، بل يعترف على الفور بجريمته ، ومشهور فى مدينة دمنهور أنه لو حلف شخص ما بالباطل وتجرأ على طرق الباب فإنه يهلك فى لحظتها ، وفى كل سنة يتم إحقاق الحق لآلاف الرجال فى هذا الضريح ، فيأتى آلاف الرجال من النواحى والقرى المجاورة لإظهار حقوقهم عند هذا الضريح إنه ضريح عظيم ،قدسسره.
ومزار جامع قرقلر وضريح الشيخ أبو شهبة بالمدينة وعلى مقربة منه ضريح الشيخ صاحب الأنوار الشيخ أبو يعقوب وهو على الطريقة البرهانية وخليفة للشيخ الدسوقى وأحمد الله أننى ذهبت إلى كل تلك الأضرحة ومسحت وجهى بها وقرأت الفاتحة أو حزب وختمة شريفة لكل واحد منهم ورجونا البركة منهم ، رحمة الله عليهم أجمعين ، وقد أتممنا زيارتها.
وفى اليوم الأول من شهر جمادى الآخرة عام ١٠٨٣ ه ذهبنا لمشاهدة مولد الشيخ أبو الريش ولو أننا كتبنا ما شاهدنا كله فلن يكفينا هنا مجلد آخر ، وهو مولد عظيم مثل مولد البدوى والدسوقى والشيخ محمد بن زين بالنهارية ، والمولد الأقل منه من حيث التجمع فى دمنهور هو مولد الشيخ شمس الدين ، ولا تقام فى هذا المولد احتفالات كبيرة مثل الموالد الأخرى نظرا لقرب المنطقة من الصحراء ولكن يفد إليه رجال لا يحصى عددهم من البلدان المختلفة من فاس ومراكش وطرابلس والجزائر وإدفو وإسنا وأسوان والسودان ، وتحضر قبائل بعلجة وسليمانى وحنارى إلى هذا المولد كما تقوم مئات القبائل الأخرى بجلب البضائع من البلدان المذكورة للبيع في هذا المولد ويمكثون فى صحراء دمنهور بخيامهم ، ويجتمع أناس كثيرون ويكونون كالبحر لا يعجز اللسان عن وصف تجمعهم ، وتباع هناك مئات الآلاف من أحمال الزيوت والنعاج