ويتم تسجيل ذلك فى محكمة قصبة فوّه ، وأول من حفر هذه الترعة الناصرية هو الملك القبطى فلبطر فى عهد إبراهيم عليهالسلام وقد تعرض هذا الملك للسيدة سارة مرتين فشلّت يده وتاب واستغفر وآمن بسيدنا إبراهيم ، وهذه الترعة من إنشاء هذا الملك ، وقد شقت تلك الترعة من قرية دراور بأرض البحيرة بالقرب من قصبة فوه الموجودة على ضفاف النيل وتسير الترعة لمسافة منزلين ثم تصل إلى الإسكندرية وهو عمل شاق ليس فى مقدور البشر وتسير السفن فيها منذ ستة أشهر ، وبمرور الأيام تعطلت الترعة وردمت فقام السلطان الناصر بجرف ما ردم منها وسير فيها المياه من جديد ، لذا يطلقون عليها ترعة الناصرية. وعلى جانبى تلك الترعة يوجد بحر البحيرة ، ويجرى النيل المبارك من بينهما وفى بعض الأماكن يزيد تلاطم البحر فتفسد جسور تلك الترعة الأمر الذى يجعلها تحتاج إلى خلق كثيرة لترميمها وتعميرها ، عندما قام الملك «فلبطير» بإنشاء تلك الترعة فرشها كلها أولا عن آخر بالمرمر الخام ، ويظهر هذا المرمر حاليا فى بعض الأماكن. حقا إن همة الرجال تقلع الجبال ، ويوجد خليج يطلقون عليه خليج الإسكندرية ، لو لم يتم حفر هذا الخليج كل عام تقوم الأمواج المتلاطمة للبحيرات المرة الموجودة على جانبيه بقطع الجسور وبالتالى تغرق مئات القرى فى ولاية البحيرة ، لذا تتم محاسبة كاشف البحيرة عن تطهير هذا الخليج كل عام ، وبعد ترميم الترعة قام كاشف البحيرة بمنحنا عشرة آلاف پاره وبراءة نظير خدماتنا ، وأرفق معنا عشرة رجال مسلحين ، ومنحنا سفينة وجميع اللوازم ، وسرنا فى تلك الترعة قاصدين مدينة الإسكندرية. وحاصل القرى والمنازل التى مررنا بها حتى مدينة الإسكندرية ، بلد سنتاو وتقع على ضفاف تلك الترعة وبها مائتا منزل وجامع وهى قرى عامرة ، ويوجد بها ملتزم فى أراضى البحيرة ، وبهذا البلد ضريح الشيخ أبو بكر الشنتاوى وهو ضريح صغير فى فناء الجامع الموجود على ضفاف هذه الترعة ، وهو من كبار الأولياء المشهورين ، واستكملنا سيرنا فى الترعة فوصلنا إلى بلد برسيق ، وهى قرى عامرة بها مائة منزل وجامع وحدائق النخيل ومنها إلى بلد نخل وهى قرى عامرة بها مائتا منزل وبتلك الناحية توجد ترعة الأشرفية. وهى ترعة كبيرة انفصلت عن قرى الرحمانية