الغنائم ، وبعد سبعة أشهر وهب هذه الموانى إلى ملك الهند ، وأخذ من ملك الهند أموالا كثيرة ، وعادت السفن الحربية الإسلامية من الهند.
ومضى سليمان باشا إلى مكة المكرمة فأدى مناسك الحج ، ثم زار قبر النبى صلىاللهعليهوسلم فى المدينة ، وشاع أن سفينة غادرت من جدّة إلى ينبع وبعد ذلك بنى قلعة أبو قير وهى قلعة صغيرة محيط جدرانها الأربعة ستمائة خطوة وهى مستديرة الشكل ، ولها باب حديدى ، أمامها خندق عليه جسر وهذا الجسر يرفع فى كل ليلة ، وعلى باب القلعة كتب بالخط الجلىّ (أمر بإنشاء هذه القلعة المباركة فى أيام مولانا السلطان ابن السلطان سليمان خان ابن سليم خان ابن بايزيد خان ابن محمد خان ابن مراد خان).
وبعد إنشاء القلعة بعام ، أقيم فيها جامع صغير ، وله منارة غير مرتفعة كما أن فى القلعة مخزنا للأسلحة ومخازن للغلال وصهاريج للماء ، وفيها ثلاث مائة جندى وفى داخل القلعة خمسة دكاكين ، ولا وجود بداخلها لخان ولا حمام ، وقد دفن فى القلعة أحد خلفاء الشيخ عبد القادر الجيلانى وقد دفن فى غار ينزل إليه بسلم حجرى من عشر درجات ، واسمه أبو قير حمد الله ، ولذلك يسمون هذه القلعة قلعة أبو قير ، وفيها سبعون مدفعا ، وبذلك لا يستطيع الفرنجة دخول الميناء ، ويوقد مصباح فى داخل القلعة كل ليلة ، وبها فانوس عظيم ويبدو على بعد مائة ميل ، وخارج القلعة مائة بيت وعشرون دكانا ومقهيان وثلاثة طواحين تديرها الخيل ، ولكن لا وجود لحمام ، وخارجها ميناء عظيم يحوى ألف سفينة وهذا الميناء يأمن عصف الرياح ، وعلى بعد ميل من هذا الميناء جزيرة فى البحر وقد وصلتها بأمر إبراهيم باشا ، وعلى هذه الجزيرة قلعة لحراستها ، وقد بلغتها فى معية أهل رشيد وأهل الإسكندرية ، وقد اكتشفنا صخرة كبيرة فى البحر ، وبين قلعة أبو حور والنيل أرض واسعة ولا تستطيع سفن الفرنجة أن تقترب وهى ترى جند المسلمين عن بعد ، فكانت ترفع الأعلام البيض مستسلمة ، ولما أطلقت المدافع من القلعة على سفن الأعداء اشتعلت فيها النار وغرقت بمن فيها وأصبحت مظهرا للآية الشريفة فى السفينة خرقها : (قالَ أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها) [الكهف : ٧١]. وأحرقت السفن وغرق كل من عليها ، وانتقلوا إلى دار السعير.