سفينتان حربيتان يسافر بهما رئيس القبطان باشا وقد ألحق هذا الإقليم مدة من الزمان بإقليم رشيد ، وحينما يغادرها القبطان باشا مسافرا يقوم مقامه فى حكمها مائة رجل ، كما أن جمركها يحكمه حاكم من طرف الوالى وله أجر يومى قدره عشرة قروش ، كما يأخذ من كل سفينة قادمة أو غادية قرش واحد ولكل سفينة عشرة قناطير من الحطب ويتحصل من جمركها فى العام مائتان أو مائتان وخمسون ، لأن هذا النخل يتعرض للزيادة والنقصان من عام إلى عام ، ولها حاكم شرعى يحصل على ثلاثمائة أقجه كراتب شهريا ، واتفق أن نال عشرين أو ثلاثين كيسا ، وقد قدمت خمسمائة أقجه صدقة فى عدة أحيان ، ويحكم المدينة نائبان الأول النائب الخارجى والثانى منوط به قضاء فارسكور ، وتحت حكم قاضى دمياط ست عشرة قرية لأن جوانبها الأربعة بحيرة ، أما قضاء فرسكور فحواليها قرى ، ويتحصل منها فى العام سبعة أكياس ولدمياط شيخ للإسلام على المذاهب الأربعة ونقيب للأشراف وقائد الانكشارية ، وعزب وأربعة فرق من الشوربجية ، وكثير من الأعيان والأشراف والعلماء والصلحاء والأئمة والخطباء والمشايخ والسادات والتجار ، وهم كثرة ، كما أن حفاظ القرآن لا يدخلون تحت حصر ولكن لا مكان لضرائح الجند بها. ويحرس هذه البقعة ثلاثمائة حارس فى كل ليلة إنها مدينة ذات مرفأ فيها الأمن وعلى شاطئ النيل فى الناحية القبلية هى جانب ريح الشمال إلى جامع المتبولى ألف ومائة خطوة وهو طول هذه المدينة وعرضها ثمانمائة خطوة ، وفى بعض الجوانب ستمائة خطوة ولا وجود لسور محيط بالقلعة من جهاتها الأربعة ، والحرس يحرسون فى كل ليلة وعلى شاطئ النيل قلعة صلاح الدين الأيوبى وفى طرفها رباط محاط بسور منخفض ، ومحيطه مائة خطوة ، وداخلها بيوت خربة وداخلها مخازن للغلال ، ومفتاحها فى يد صاحب القلعة وفى هذه المدينة حدائق وبيوت جميلة سطحها من الجص ولكن البيوت فى رشيد أجمل منها وبيوت دمياط مبنية بأحجار مختلفة الألوان ، وفيها إدارة شيخ البلد وأربعون محلة ومائة وخمسون محرابا ، وفى يوم الجمعة تتلى الخطبة ، وفيها كذلك مساجد ، وفيها جامع الفتحية وهو جامع كبير يستجاب فيه الدعاء ، وهذا الجامع كان فى الأصل كنيسة فى قديم الزمان ، وطوله تسعون خطوة