وقد دعا موسى ـ عليهالسلام ـ على مصر وشعبها بسبب ظلم فرعون وسوء ما صنع فتبدلت من عمرانها بخراب ومن بساتينها بتراب. وفى ذلك يقول عز من قائل : (وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرِشُونَ) (١٣٧) [الأعراف : ١٣٧].
وعلاوة على خراب مصر بعد عهد فرعون يقول الحكماء : إن مصر وإن كانت قد تخريب سبع مرات فلا شك فى أنها عمرت كذلك سبع مرات.
أما محيى الدين بن عربى فيقول فى كتابه «الفتوحات المكية» :
«إن مصر بعد عام ١١٠٠ سوف تعمر إلى حد أن ذراعا من أرضها فى منطقة صحراوية أو منطقة تعلوها القمامة سوف يباع بألف دينار من ذهب ، وسيأتى إليها «ابن كعب» من سلاطين آل عثمان فتطيب له مستقرا ومقاما ويتخذها حاضرة لملكه ، وسيدور الفلك بما يحدث بها من أثر فيشيد شعبها المدن فى الصحراء حتى حدود مكة والمدينة ويجعلونها مروجا وحدائقا ، وسيظهر بها أنهار كأن مياهها ماء الحياة فتصبح كل أكنافها رياضا وغابات وتظهر فيها الضوارى. وسيجرى بحر السويس من مدينة (بلبيس) ويصب فى البحر الأبيض ، وسيفتح طريق بين غزة وقبرص تسير فيه القوافل ، وسيجرى بعض الملوك ذوى الهمم ماء النيل إلى جبل الجوشى فى مصر ، وسيتفجر الماء الحار فى ثلاث آبار فى القاهرة».
هذا ما ذكره ابن عربى فى كتابه «اللهم يسر يا ميسر».
ـ عجيبة :
والواقع أن ذوى السن من أهل القاهرة يقولون : إننا منذ سبعين عاما لم نكن نعرف فى مصر الحدائق ولم نشاهد إلا حديقة قايتباى فى «قره ميدان» وأشجار النبق والجميز هنا وهناك خارج القاهرة. ولم نعرف غيرهما فاكهة ، والآن ينمو فى مصر عشرون نوعا منها ويهطل المطر فى العام وكأن قطراته الجوز وقد لا يهطل قط.
ولم نعرف فى مصر أحد يلبس الفرو فكان لبسه عيبا إلا للبكوات. ولم يكن يحل موسم الشتاء. أما الآن فيشتد برد الشتاء ويغزر المطر فصرنا نرتدى الفرو ليقينا شدة البرد.