عصر بنى إسرائيل عمرت هذه الشجرة ألف سنة وقد عبد الله فى ظلها سبعة أنبياء وأن سبعة من اليهود استشهدوا فى ظلها وحينما دفنوا هناك بأمر الله ظهرت هذه الشجرة ونزلت أغصانها من السماء إلى الأرض ، وقتلة اليهود أكلوا منها فهلكوا ، وصار ساق الشجرة فصوصا عند ما جاء النبى آه واه ، وقد دفن فى ظلها هذا النبى ، والآن يزورها الخواص والعوام لذلك فما كتب عنها صحيح ، لأن ما جاء فى الخطط يعتمد على مراجع صحيحة ولكنى شاهدت الشجرة فلم أجد فى ظلها دفينا من الأنبياء ، وإنما دفن الشيخ إبراهيم فى ظلها.
وتجولت سبع ساعات ، نحو الجنوب على شاطئ النيل ومررت بقرى كثيرة وبلغت :
بلدة سمنوط (١) بالصعيد
وهى تبعد عن النيل وبها ثلاثمائة بيت كما أنها التزام ، وحاكمها الأسبق كان كاشفا ، وبها تتم حدود المنيا وإلى جوار ضريحه شجرة نبق عظيمة ولها نبق لذيذ الطعم ، وفى قبالة سمنوط على شاطئ النيل دير قبطى شديد الارتفاع وكنيسة كأنها قلعة عظيمة وفرعون بانيها ويجتمع القبط لزيارتها ، والرهبان يجمعون المال لخزينة مصر ، وثمة صخرة يجرى النيل من تحتها والرهبان من أعلى هذه الصخرة يغترفون من ماء النيل ويملؤن الصهاريج ، ويضيفون المسافرين ، ويكرمونهم إكراما عظيما ، ويقدمون إلى الضيوف ثيابا ويقومون على خدمتهم حتى الصباح ، وقد شاهدت هذا كذلك ومضينا إلى سملوط فى الجهة الغربية ، وركبنا جيادنا ومررنا بقرى المنيا على شاطئ النيل وبعد ثمان ساعات بلغنا بلدة المنيا.
أوصاف مدينة المنيا
مدينة جرجا عاصمة الصعيد العالى ، وهى حكومة تابعة للوزير ، وقد أصبح اثنان من بكواتها أميرين للحج مرتين ، ويحصل منها سنويا مائتا كيس ( ) (٢) ألف أردب من الغلال ويحرسها مائة جندى وسبع فرق من جند مصر ، ويفيض لها مائة كيس وثمة حاكم من قبل الوزير يكلف أغا فى تحصيل غلالها ، ويحصل لمعرفته ( ) (٣) ألف
__________________
(١) يقال لها : سمالوط.
(٢ ، ٣) بياض فى الأصل.