جنود من استانبول إلى جرجا ولكن يأتى إليها من مصر الجند المعروفون بقبوقولو أى جند الباب وقائد الانكشارية وقائد العزب وجند من الخمس فرق لحراستها وتنظيمها ، ولا وجود فيها لقائد انكشارية استانبول ولا نائبه ، بل يرسلون جنديا غير مرضىّ عنه من استانبول إلى مصر وفيها شيخ الإسلام على المذاهب الأربعة ونقيب الأشراف ، ومحصولها فى العام عشرة أكياس ويتبعها مائة وثمانون قرية وفيها كثير من الأعيان والأشراف والتجار والملاحين والتجاريين.
وثمة مرفق يسمونه مرفق القصير خلف الجبال على أنه ميناء مكة والمدينة فى السفن ولذلك كان معظم أهل جرجا من التجار والفلاحين.
وبما أن جرجا تقع فى وسط الإقليم الثانى فأرضها على عشرين درجة وسبعة وعشرين دقيقة وطول نهارها ثلاث عشرة ساعة وخمس عشرة دقيقة ، وثمة أرض واسعة خالية بين جرجا وبين قلعة طولها ألف خطوة بعيدة عن غرب النيل وفى جوانبها الأربعة عشرون بابا من خشب ولا خندق لها وعلى كل باب حارس ويوصد كل باب ليلا ، وبها قصور مكسوة بالجص وحدائق وساقية وحوض وشاذروان وجدران القصور مزينة وبها عشرة آلاف وثمانية وسبعون بيتا بين كبير وصغير ، وبها تسع محلات وثلاثة وخمسون محرابا وأحد عشر جامعا تؤدى فيه صلاة الجمعة إضافة إلى جوامع السلاطين جامع الميرميران ، وفى السوق جامع طوله وعرضه ستون خطوة وهو يسمى جقور جامع ، وبه ثمانية عشر عمودا فى أطراف حرمه ، عليها سقف منقوش وليس له قبّة وعلى باب منبره وهو من الخشب كتبت الآية الكريمة : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ....) [الأحزاب : ٥٦].
وفى السوق جامع السلطان ، وطوله وعرضه ستون خطوة ويصعد إليه بسلم من ثلاث درجات ، وبه خمسون عمودا منقوشا وسقفه منقوش ومزين ومذهب وله ثلاثة محاريب وثلاثة أبواب ويصعد إليه وينزل منه بثلاثة سلالم ، وتحته ستون دكانا ، وفى حرمه دكاكين للحرير والأقمشة وفى هذه المدينة تباع سلع قيّمة ، ومحلات بيع الأقمشة