وقد تخرب هذا الجامع على مر الأيام وقد أنفق حسن أغا وهو ملتزم مدينة قنا من صلب ماله عشرة آلاف قرش لتعميره وترميمه ولا وجود لجامع كبير فى تلك المدينة سوى هذا الجامع ، وبالمدينة سبع تكايا ومدرستان وعشرة مكاتب للصبيان وعديد من الوكالات وسبع مقاه ومائة وخمسون دكانا وحمام وسوق للغلال وميدان ، ويقام فى كل أسبوع فى هذه المدينة سوق يأتى إليها جمع غفير من الناس من سبعين قرية بجوارها فيبيعون ويشترون.
ولاعتدال جوها نساؤها سمراوات جميلات ولقربها من الحبشة فإنهن من نسل الجوارى الحبشيات ، وإنهن يتحلين بالأساور والخلاخيل كما يلبسن القمصان الحريرية ، ولهن عيون كعيون الظباء ، وهن يلففن قوامهن بالحرير الأسود ، وبعضهن خليعات يرقصن فى المقاهى وليس هذا عيبا عندهن ، أما السيدات العفيفات منهن فيختلفن عنهن وهن لا يغادرن من منازلهن إلا إلى المقابر فى يوم الجمعة ، والرجال يلبسون العباءة وتشتهر المدينة بكرومها وعنبها المسكى وعناقيده تتدلى من السقوف وعنب قنا ينضج قبل عنب مصر والفيوم بخمسين يوما ، وذلك أنه فى أرض رملية وجوها شديد الحرارة ، أما الخوخ فتزن الواحدة منه مائة درهم ، وفيها المشمش طيب وحمامها مشهور ويأتى التجار من مكة ويأخذون الحمام من التجار ويضعونه فى أقفاص ليأخذوه ، ويطيرونه وهو مقيد الجناحين فيطير ويبلغ فى مدة تتراوح بين ساعة إلى خمس ساعات ثم يعود مرة ثانية إلى قنا ويضرب به التجار للناس المثل فى من يمضى إلى حيث يريد فى طرفة عين ، ويقولون أأنت حمام قنا ، وفى قنا يطيب عبد اللاوى ، وهو نوع من الشمام وأكل لبه وبذره مدر للبول كما يطيب البطيخ والشمام والخيار والعجور فى هذا البلد.