ولكنى أحقق هذا فى يقين فأقول ما مجمله أنها بقيت بعد زوال دول ودول وهى مدينة قديمة ، وقد فتحها عمرو بن العاص وهى التزام تابع لجرجا ، ويتحصل منها أربعون كيسا كما أنها كاشفية تابعة لكاشف قوص ويتبعها ستون قرية يتحصل منها ومن توابعها المائة والخمسين ستمائة أردب من الغلال ولكن ليس فيها جند مستحفظون من أربع فرق وهى قضاء يدر مائة وخمسون كيسا وريعها السنوى ثلاثمائة قرش ويبقى لكاشفها بعد المصروفات خمسة أكياس ، ولها قلعة عظيمة على ساحل النيل ، وهى سامقة مثمنة الشكل بناها شداد ومحيطها ثلاثة آلاف وستمائة خطوة ، ولها ثلاثة أبواب وفى داخلها حدائق وخمسمائة بيت صغير للفقراء ولرئيس هذه القلعة مائة وخمسون جنديا ، وفيها فرقة موسيقية ومخزن للأسلحة وعشرون مدفعا ، وهى الآن حد عظيم لأن حولها عرب عصاة ، وبها جامع وسبع زوايا وثلاث مقاه ، وستمائة بيت وليس فيها حمام ولا خان ولا مكتب للصبيان ولا سبيل ولا أسواق ولا دكاكين ولكن تقام فيها سوق عظيمة كل أسبوع ، ويجتمع فيها خلق كثير من جميع الأجناس يبيعون ويشترون ويوجد فيها ما ليس له من وجود ، وخارج القلعة ضاحية بها حدائق وبساتين وسبعمائة بيت وبعض هذه البيوت خربة ولكنها رممت وسكنت ، كما أن فيها جوامع وزوايا ولكن ليس فيها سوق وبها بعض المقاهى المصنوعة من الخشب والأكواخ والدكاكين ، وكانت بها فى ماضى الزمان على مسيرة ثلاث ساعات على ضفة النيل أبنية كأنها قصر الخورنق ، وأعمدة لا حصر لها وضرائح عالية وخان وحمام وسوق للبزّ وعمائر كتبت عليها طلاسم ، وكأن هذه الطلاسم قد كتبت منذ هنيهة ، وقد اعتشت فى هذه العمائر الغربان والحمام والغربان فيها تنعق ، وفى الشتاء تغادرها كل الطيور ، ويأتى العرب ويسكنون هذه الخرائب ، وجو أسوان لا بأس به ، وفيها الأسلحة لا تصدأ وتبقى مصقولة ووجوه أهلها وردية ولاعتدال جوّها كان الجمال فى فتياتها وفتيانها ، أما شراب البوزه فيها فيبعث القوة فى الروح وشراب البوزه هذا مرغوب طيب.