الأموال والأرزاق ، ودخل القائد المعظم حسين خان مع جنوده القلعة ، واستولى على كل ما فى القلعة من خزائن وأمر جنده بالرحيل إلى القلعة ، وأقام فى قلعة عبدة النار ، ومضيت إلى قصر رئيس عبدة النار ولكن هؤلاء القوم حفروا داخل وخارج القلعة وخربوا هذه القلعة ، فأخرجوا ما لا يحصى كثرة من الفؤوس ، أى أنهم وجدوا أرض الذهب ، كما عثروا على سن الفيل وقرن وحيد القرن والمسك والعنبر والذهب والأقمشة الفاخرة فهى نادرة فى هذه الديار ، وأموالهم هى الفيل والفرس والجمل والكبش والعجل والجاموسة وهى كثيرة عندهم لا تعد ولا تحصى ، أما ما يستحسنه أهل هذه البلاد فهو ما يأتى إليهم من مصر من كتّان ومن حرير ، وقسى ورماح وسيوف وقد بناها كنعان بن نوح الذى ارتد عن دين أبيه ولم يركب معه السفينة ، وهذا على حد قول عبدة النار ، إن هذه القلعة على ربوة تطل على بحيرة وكل حجر فى بنائها يبلغ فى الطول والعرض خمسين أو ستين شبرا ، وقد بنيت على شكل مسدس ، وتتألف من طابقين ومحيطها ثلاثة آلاف خطوة ، ولها باب يفضى إلى الشرق وفى داخلها بيوت مبنية بالحجر ، وفيها عدة بيوت تحت الأرض وكأنها غار الجحيم ، وفيها قوم ليسوا من عبدة النار ، لأنهم من عبدة الشمس وقد أغرنا على هذه البيوت وقد أخرجنا منها كثيرا من الغنائم ، وليس فى هذه القلعة أثر يدل على أنها كانت كنيسة من قبل ، وفى وسطها ميدان ويجتمع عبدة النار فى هذا الميدان كل صباح فى ظل أشجار السنط والسنديان والأبنوس ويسجدون وفى جوانب هذا الميدان الأربعة أشجار كأنها الجبال ويحضرون منها الحطب يحملونه على ظهور الفيلة والخيول ، ولكن فى بيت النار هذا طائفة الفونج والقرمانقى والققانى أطفئوا النار وتبولوا وتغوطو عليها ، وقد رأينا بعض الأسر يصيحون ويبكون وقد عرفنا أن بيت النار هذا لم تنطفئ فيه النار منذ ثلاثمائة عام ، وفى زعمهم أن هذه النار هى النور الإلهى ولكنها لا تدوم وتنتهى ، وهذه هى حال بيت عبادتهم ، وهذا ما أحزنهم ، أما عبدة النار الذين يسكنون تحت الأرض ، فليس لهم كنيسة ولا بيت للنار ، ولكن على غارهم بحيرة واسعة يطل عليها عمود ، وقد حفر فى هذا العمود محراب متجها إلى الغرب ، وجميع عبدة النار يجتمعون ويسجدون للشمس حينما