تكراره لهذه النصيحة ، فقدم رجل ومعه ستار أبيض واضح اللون فألقاه أمام حسين بك وسجد عليه ، وقال يا مولاى إن ملك بربرستان قادم فقال له : ليقدم ، وسرعان ما فتح باب الحجرة فقدم بربر رءوسهم عارية وقد جلس ملكهم إلى جانب الخان وتعانقا وبعد ذلك حييناهم وقلنا فلنمض إلى ولايتكم ، لأننا لا ننسى تسلط العدو علينا ، وقد طلبوا من حسين خان المدد لولايتهم فقال لهم على السمع والطاعة ووجهوا الكلام إلىّ قائلين ، ولقد يسر الله لك عملك ها هو ذا ملك الفونجستان يمضى فى مائة ألف جندى إلى ولايته ، وهو يمضى معهم إلى بربرستان وسوف نسر كثيرا إذا ما أطلعت ملك فونجستان على مطلبه وامدده بما طلب من الجند فقال الملك على السمع والطاعة ، وقام من مجلسه وأراد أن يقبل يدى ولكنى لم أمكنه من ذلك فجذبت يدى ، وكأنما كان المحبة لهم دأبا قديما ، وكانوا يشترطون لتعظيم أضيافهم تقبيل يدهم ، ولله أحمد أنى وجدت رفيقا عظيما ، فشكرت الله وقد خاطبنى ملك من ملوك الأرض ، فقال في الصباح امضوا إلى طراود ، وقد ودع حسين خان ثم مضى ، وذهبت إلى خيمتى واسترحت فيها ساعة فرأيت الخان قادما ، فوثبت قائما لأستقبله وصافحته فأتى إلى خيمتنا وخلفه قافلتان من الجمال تحملان ليف النخيل وفى غرائر سن الفيل وعشرون من العذارى الجميلات الحسناوات السمراوات ، وعشرة جمال عليها عشرون من غلمان عبدة النار وهم سمر البشرة حمر الوجوه وقد وهبنا هذا كله كما وهبنا أفيالا وجمالا ، وعددا من الزنوج الأسرى وقد قيدنا الأسرى حتى لا يفروا وقد نصحنا بأن نحذرهم ونحرسهم فى الليل كما منحنا فأسا من الذهب وعشرة قرون من قرون الثيران وعشرة أقفاص فيها ببغاوات ناطقة وصندوق من المسك وآخر من العنبر وحمل جمل من الكاكاو وبعد كل هذه الهدايا حيّانا بأحسن تحية وقال وفى عودتكم بخير مروا بقلعتنا ، ثم مضى إلى مسكنه ، وفى الصباح هيأنا أحمالنا ومضينا إلى جند بربرستان وقد أرسل إلينا حسين خان ألف جندى لتوديعنا ثم مضينا سبع ساعات وبلغنا قلعة دفنا.
قلعة دفنا
إنها قلعة صغيرة مربعة الشكل فى جزيرة عظيمة فى النيل وبها كثير من المدافع والفيلة وبها خندق وسوق ولا عمران فيها سوى ذلك وإن كان فيها جامع صغير بلا