فى منطقة خط الاستواء وكان له من الأبناء مائة ألف وكانوا سود الوجوه ثم مات حام الأسود وأفضى حكم دنقل إلى أولاده ولأنه بنى قلعة دنقل أثناء حكمه ، سميت هذه القلعة ولاية أسوان باسم دنقل ولتخفيف الكلام حذفت الألف فأصبحت أسودان فى سودان وكانت بلادا عظيمة فى الزمان الخالى ، وأساس عمائرها ما زالت ماثلة ، ولقد خربها كذلك أبرهة اللعين ولكن تبقى بعد ذلك جزء من قلاعها وبيوتها وعمائرها وقلعتها مبنية بالآجرّ الأحمر وتقع على الضفة الشرقية للنيل إنها قلعة قديمة لا خندق لها ، ولها ثلاثة أبواب منها باب يطل على النيل ، وفى داخلها بيوت من الجص تبلغ ستمائة وخمسين بيتا وهى من الحجر المحروق يسكنها البربر وفيها سبع جوامع وتسع مساجد وستة مكاتب للصبيان ، ولا أبنية فيها غير ذلك ، إنها تقع على صخرة قائمة ، كما أن قصر الملك قلعة ، وليس فى هذا البلد بيوت عامرة ، ولكن خارجها ثلاثة آلاف بيت للبربر ، وبعضها من اللبن وبعضها الآخر من القصب ، وفيها عشرة جوامع يدعى فيها لسلطان العثمانيين ثم يدعى بعد ذلك لملك الفونج لأن السلطان العثمانى خادم الحرمين ؛ إنهم قوم أتقياء على المذهب المالكى ، ولا يعرفون الغيبة ولا النميمة ولا سوء الظن ولاستقامتهم وحسن أخلاقهم فيجمع خدم التجار من البرابرة ، ويسمون الجندى بالبربرى ، وهم ستون ألف ، أما البرابرة فعددهم ثلاثمائة ألف رجل والبرابرة يشتغلون بالزراعة والتجارة فيزرعون الشعير والذرة ويحصدونها وطعامهم خبز الشعير والذرة ولحم الطير ولحم الجمل ولبن النوق ، وبوزتهم جيدة للغاية ، ويأكلون لحم القطط فهو عندهم مباح فهم يقولون : (جدى قطه) أى : القط اللذيذ ، وإنهم يأكلونه عند الضرورة ويشربون ماء النيل ، ويصيدون فى الصحراء الفيل والزرافة ووحيد القرن والغزال وأظافرهم كالمخالب وبها يتناولون الطعام.
وصف الزرافة
إن خدام صاحب بيتنا يحترفون صيد الزرافة ، ويصنعون منها الكباب ولكن لحمها دسم للغاية ، وطلبوا إلى أن آكله وقالوا إنه حلال إن شاء الله فلم نر لها ذكرا فى القرآن الكريم ، ولا وصف لشكلها ولا جسدها فجلدها مثل جلد العجل ولها عنق طويل كعنق الجمل ، ورأسها كرأس العنزة إلا أنه أكبر ، وهى تفاحية العين ، وأذنها كأذنى الجمل