علم الهيئة والإسطرلاب وربع الدائرة
وبيان ارتفاع البلاد وانخفاضها وطول أنهارها
أولا خط الاستواء فى الإقليم الأول ويبلغ ولايات بربرستان وعلوستان ودميستان وخط الاستواء عنده يتساوى الليل والنهار ، لأنه الإقليم الأول ، ولكننا وصلنا إلى السودان وهو على مسيرة ثلاثين مرحلة من منطقة خط الاستواء وإقليم فى حكم مدار الجدى. وقال الحكيم بطليموس إن هذا الإقليم هو الإقليم الأول ، وخط الاستواء هو الإقليم الثانى لأن فى فونجستان الليل والنهار يتساويان وإننا على مسيرة ثلاثين مرحلة منها فمضينا إلى وراء خط الاستواء فوجدنا ست عشرة درجة وخمسا وأربعون دقيقة ومدار يمر فى وسط أسوان ، وإلى ما بعد المدار فلم يذكره قدماء العلماء ، ولأن هذا الإقليم يخلو من العمران وشدة الحر وأثر السرطان ، وقد استولى كفار البرتغال على نهاية جنوب جزيرة مصر ، وبنوا القلاع على ضفة النيل كما بنوا المدن ومارسوا البيع والشراء فيها وكانت لهم ولاية بين مدار الجدى والإقليم الأوسط ، ولكن لا يستحق هذا الإقليم الكتابة عنه ، وعلى طرفى مصر البحر المحيط ، والباقى تراب على مسيرة خمسة آلاف ميل من البحر المحيط أرضا خالية ولكن الطيور تطير فوقه ، وتعبره ونرى أناس من طين فيه لأن الأقيونوس والمحيط يحولان دون ذلك.
ذكر الإقليم الأول
على حد قول قدماء العلماء إنه خط على الأرض من الشرق إلى الغرب وسموه الإقليم الأول ولكنه من عند الله ، ولقد تجول إدريس ودانيال فى الأرض من الشرق إلى الغرب فأطلقوا على هذا الإقليم الإقليم الأول ، ولما مضوا من الشرق إلى الغرب وجدوا أن عرضه اثنتى عشرة درجة وأربعين دقيقة ، فقالوا إنه الإقليم الأول ، ثم أطلقوا الأسماء على الأقاليم الثانى والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع ، ولشدة الحر لم يصلا إلى إقليم آخر لنذكره. فبقيا عند الإقليم السابع ، ولكن إقليم فونجستان وسط خط الاستواء توجد ولاية عمران وولاية الزنج وديار الحبشة وبعض المدن القريبة ، ولشدة الحر