طهو الطعام ، وكنا نقدم إليه فى كل ليلة من ليالى رمضان عشرات الأصناف من الطعام ، وكان يطيب نفسا بتناولها كما كان يحسن إلى غلماننا وكان يفضل الكباب على غيره من ألوان الطعام ، بعد ذلك جالب الطعام للإنكشارية وتجّار الحبشة وأذن للأحباش فطلبوا المدد من الجند ، وقالوا سمعا وطاعة فجىء بألف فارس وألف راكب إبل وألفان من المشاة يحملون الحراب فتحينت الفرصة وطلبت الإذن لى لأكون رفيقا لهم فاستجيب لطلبى ، فقيل لى علىّ السمع والطاعة نحن لا نستغنى عنك لحظة فقد ألفناك للغاية ، وذلك لحميد سجاياك وبمشيئة الله سوف تتجول فى بلادنا مع هؤلاء الجنود ، ومن الغد قدمنا الهدايا وهى عشرون زوجا من قرون وحيد القرن وعشرون حمل جمل من الشعير والذرة وخبز وخمسون حربة من خشب السنديان وعشرون من تروس الفيل وعشرون زوجا من سن الفيل وغرارة من المسك وعشر فتيات وعشرة غلمان أحباش وفى يد كل منهم صندوق وفى كل صندوق عنبر ومسك وعقيق وزبرجد وأحجار عين السمكة ، وطاووس ، ودفعنا الرسوم لحاكم القلعة على ذلك وقلنا إن وزير مصر سوف يقدم من الهدايا غير ذلك.
وقد قدمنا إلى كل واحد إزارا وعمامة وحملا من القمصان ومن الغد وصلتنا الهدايا وهى عشرون طاووسا وخمسون من المماليك السود ، وخمسون فتاة سمراء ، وخمسون حمل جمل من سن الفيل ، وقرون وحيد القرن وعشرون ترسا للفيلة وألف زوج من السهام ومائة زوج من جلد النمر ومائة زوج من جلد الغرانق ، وحمل من الذرة ، ومائة حمل من مسك جلد قطة الزباد وعشرة أحمال من الأبنوس ، وعشرة أحمال من خشب السنديان وحملان من الذهب وصندوق من المسك وستون شمامة من العنبر وصندوق من نبات ذكى الرائحة وصندوق من عطر البنفسج ، وصندوق من دهن السكسبان وحق من دهن الكبريت ، وقد تقبلنا هذا كله ، وفى الظهيرة وصلت هدايا كل من الكتخدا والبوابين للكتخدا والخازندار والمهردار والشيخ العزيز بكرى زاده ، وقد سلم الملك ذلك كله إلى أحد الرجال وقد استشرت فى ذلك واشترك الملك كذلك فى هذه المشورة وقيل