عظيمة ذات قباب عالية بلغت النجم فى علوها ، وفيها آثار وكنوز تستحق المشاهدة ولكن يوجد فى هذه المدينة ألف بيت من الجص وسبع جوامع بلا منارة ومائة دكان وخان وعشرون حانة للبوزه ، ولكن ليس بها حمّام ولا مدرسة ، ولقد أعطينا إلى حاكم هذه المدينة الهدايا ، وكان طليعتنا عشرة آلاف جندى مع السلطان وسرنا جنوبا من هذه المدينة على ضفة النيل وبعد خمس ساعات وصلنا جبل دابة الأرض.
جبل دابة الأرض
وبلغنا سفح هذا الجبل ومكثنا هنالك فى أرض معشوشبة وليس فيها أمارة على العمران ولكن فيها صخور قائمة بيضاء.
أشكال أعجوبة الأرض دابة الأرض
وثمة تمثال لفيل له أربعة أرجل ذو جثة ضخمة من الرخام الأبيض وفى عنقه قرن وجلده كجلد النمر وذيله متفرق الشعر وأقدامه شبه خفاف الإبل ، وفى ثلاثة من أقدامه أظافر ، وعلى كتفه عظام كأنها فأس فرهاد وكأنه هو حيوان تهيأ للطيران ، وفى الجانب الشمالى من هذا التمثال تمثال الحمار الدجال اللعين ، إنه حمار منحوت من الصخر الأسود ، وعلى ظهره رجل بدين وهو له عين واحدة وعلى رأسه عمامة من الرخام الأبيض ومن حوله نساء وصبيان ويهود على رأسهم قبعات ، وفى أيدى القوم دفوف ورباب وصنج وكل من فى هذه الأرض يعزف على آلة من آلات الطرب وقد تجمعوا حول رأس الدجال ، يا له من منظر عجيب يستحق المشاهدة ، ثم مضينا فى تلك الأرض مع الملك ساعة.
تمثال عوج بن عنوق
إنه تمثال من الرخام الأبيض يرتفع إلى أوج السماء وظهره وكتفاه تتصل بالصخر لتكمل صورة عوج إنه واقف ، هذا فى الأحوال العادية ، أما فى وقت السحر فرأسه فى السحب وشعره متفرق إنه رجل وقدماه تشبهان الرخام ، أما عنقه فملتف ويمكن أن يحتضنها خمسون رجلا إنه فى قدر قبة جامع السليمانية ، وذراعاه كأنهما عمودان وفى