يشاهدها يصيح : ثعبان وبه روح ، أما الذين لا روح لهم إذا ما خرجوا من الوادى ردت عليها أرواحها ، وبالقرب من هذا الوادى وادى المأوى.
وادى المأوى
إن هذا الوادى هو درة الجنة وكأنها إرم ذات العماد ولقد ازدانت بأنواع الأشجار ، وفيها أنهار جارية وعلى جانبيها مقاصير من الرخام سكنها غلامان وجوار وليس فيها تماثيل لإنسان ، وقد سكن هذا الوادى فى شهر يوليه حيث فيضان النيل أهل رميله لمدة ثلاثة أشهر وعاشوا فى نعيم ، وبينما السلطان يتناول طعام الإفطار فيها والبلابل تغرد تغريدا تطرب له القلوب ، وغادرنا وادى المأوى ومضينا فى الصحراء غربا.
تماثيل الثعابين العجيبة
هناك تنين له سبعة رءوس ، وكل رأس من رءوسه يرتفع فى السماء ، ولكن كلا منها متصل بالآخر ، وهذا التمثال من الحجر وكل قدم من أقدامه يتسع لعشرة رجال ولكل منها أظافر منفرجة ، أما جسمه فهو بتمامه من الحجر الأحمر ، أما قدماه الخلفيتان فيتسع كل منها لعشرة رجال ولها مخالب متفرقة ، وكل مخلب يشبه سنان رمح وفمه واسع كأنه الغار ، إن جسمه كأنه جبل أما ذيله فيتصل بظهره والمسافة بين قدميه الأماميتين والخلفيتين بمقدار سبعمائة خطوة ، وقد رأى غلام لى فمه من الداخل فقال : إنه مثل غار الجحيم ولكن قال الملك أن قصة موسى وفرعون مسطورة فى جميع الكتب وكان فى مدينة رميله ساحر ، فبعث إليه فرعون قائلا : (وأنت أيضا أظهر معجزة وأحضر لتكون فى عوننا وأنت أظهر اليد الطولى وائت بثعبان ذى سبعة رءوس) ، وهذا الثعبان من الحجر الأحمر وليكن ذيله مثل قوس قزح ، وليتحرك إلى موضعه فى الجبل وإذا ما تجاوزه ومضى إلى المرج أصبح من حجر ، وشاهدنا العجائب والغرائب فى هذا الموضع ففيها آثار لعاد بن شداد وقوم ثمود ولقوم جان بن جان علامات عجيبة وإذا ما دونتها فى كتاب فلقد شاهدناها وعلمناها علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين وتصيدنا فى الصحراء وبعد خمس ساعات بلغنا جبل شوام.