وهذا المرفأ ممتلئ بسفن جدة وسفن ينبع ومويلح وهذه السفن محملة بالبن من اليمن وحجاج المسلمين والسلع الأخرى ، ولما شاهدنا هؤلاء الحجاج صاحوا ، كأنما ارتدت إليهم أرواحهم كما أننا شعرنا بحياة خالدة تسرى فى أجسامنا وهؤلاء فى هذا المرفأ كانوا جياعا وحاجتهم إلى حبة واحدة ، ولقد استراحوا أول ليلة فى خيامنا ولقد قدمنا لهم ما استطعنا من نعم ومن الغد سار ستمائة رجل معنا لأننا كنا فى صحراء وكانوا معنا أحسن رفاق وقالوا لنمض ، وفى يد كل منهم عصا وقد ساروا الهوينا وتبعناهم فى سيرهم ، وفى اليوم السادس بلغنا مرفأ جرزه.
مرفأ جرزه
لقد ظلت فيه سفينة ثلاثة أشهر وغرقت ، ولقد خرج منها مائتا رجل وأصبحوا رفاقا لنا ، وبقوا من الغد إلى وقت العصر ثم مضوا وأركبونى ومحمد أغا جملين لهم وطوينا المراحل حتى بلغنا منزل وادى حنفطه.
منزل وادى حنفظه
وفى هذه البقعة بالقرب من إبريم يقيم عرب من قبيلة كنوز ، فنادى محمد أغا نائب الكتخدا شيخ عرب الكنوز واشترى هؤلاء الحجاج من عرب كنوز ألف جمل ومن الغد طوينا المراحل معهم إلى وقت الغروب معنا ثم مضينا وبلغنا منزل سهريج.
منزل سهريج
إنها مدينة على ساحل البحر الأحمر خربة ، وبها بركة عظيمة ولقد نزلنا ضيوفا عليهم ليلة هطل فيها مطر الرحمة فملأنا قربنا من هذا الماء ومن الغد مضينا فى الصحراء وبلغنا منزل وادى جانيج.