للأسلحة وسبعون مدفعا لأنها آخر حدود الحبشة وقد تجولنا من الحبشة فى مدينة زيلع عند البوغاز حتى النيل ، وجميع المدن على ساحل البحر فى المغرب حتى مضيق سبته وجزيرة مصر فى حوزة البرتغاليين ، وفى القلعة ثلاثمائة تابع ، وفى كل عام تقدم إليه أربعون كيسا ، أما إذا دخل مرفأ زيلع خمس أو عشر سفن هندية ، وخمس أو عشر سفن برتغالية فيبلغ الجمرك خمسمائة كيس ، وإذا انعقدت الصداقة والمودة والألفة مع الباشا قدّم إليهم اللؤلؤ والزباد والأبنوس وسن الفيل وقرن وحيد القرن وبذلك يدفعون الجمرك عن رضا وطواعية ، وعند ما وصلت كان نائب الكتخدا القائم مقام محمد أغا ، وقدمت إليه سبع سفن برتغالية وألقت مرساتها تحت القلعة ، ودفعوا أربعون ألف قرش جمركا وكانت سفنهم تحمل الحرير والكتان والقطران والقطن ، وفى هذه الديار يقدمون الماء المغلى للمريض ويطعمونهم القطران ، ويدلكون به أجسادهم مرة فى العام وبذلك يتم لهم الشفاء ، ويضعون فى عيونهم التوتيا ، ويسمون القلعة جبل قدرى ، وقوم قدرى عددهم عظيم إنهم زنوج ولكن وجوههم كوجوه التتار وشعرهم متفرق إنهم بواسل شداد يزرعون أرضهم وحدائقهم كثيرة المحصول وهم يبيعونه كما يصيدون الغنم والغزال والوحش وتيوس الجبل والجاموس الحبشى وهم يملحون لحم ما يصيدون ويبيعونه للفرنجة فى بواخرهم ولذلك يأتى كثير من البرتغاليين إلى هذه القلعة ، وأهل هذه القلعة على المذهب القادرى ونساء ورجال خارج القلعة سبعون أو ثمانون ألف وهم يلبسون الثياب البيض الهندية ، إنهم يعبدون النار ويحرقون جثث موتاهم ويعبدون النار ولا يعرفون الخالق ويقولون هذا ما رأينا آباءنا وأجدادنا عليه وهم لا يمشون وهم جنب بل يبادرون إلى الاغتسال ، كما يغتسلون إذا طعموا أو قضوا حاجتهم ، وأجسامهم وثيابهم لها رائحة العنبر والزباد والمسك ، حسانهم حمر الوجوه وبيض وسود الوجوه ، وفى الحبشة حسناء زيلع بعيدة الصيت وأسنانهن كاللآلئ ولهم نونه جميلة وغبغب جميله وهم نساء ظريفات لطيفات نظيفات طاهرات الذيول وهؤلاء القوم يتبادلون البيع والشراء مع تجار الهند واليمن والبرتغال ، والمخازن عند المرفأ مفعمة بالنفائس ، ولكن الترسانة خربة ،