هذا يؤدون خدمتهم ، إنهم معروفون باستقامتهم وتقواهم وحميد سجاياهم ، وسبعة من الواحات فى حكم جرجا إلا أنهم كانوا قبل ذلك فى حكم منفلوط وكانوا يلبسون الخلعه من قبله ومنهم من كان يصبح كاشفا لأنه كان فى منفلوط جمرك عظيم ، وفى كل عام كانت مئات الآلاف من الإبل والغنم والبقر تأتى من الواحات ويحملها العرب ويعلم بذلك كاشف الواحة ، فمع ألف من العرب وحاملى البنادق يقابلون القوافل القادمة من الولايات ، يقضون عليها ويأخذون كل شىء من أمتعتهم ويسجلونه فى دفتر ويقدمون هذا الدفتر إلى كاشف منفلوط ويعلنون ذلك فينال التجار بناء على ما جاء فى دفتر كاشف ألواح ينالون العشر ، فيجمع المال ولذلك كانوا تحت حكم كاشف منفلوط ، ولكن ذلك كان فى إيالة جرجا وكان لحاكم جرجا العشر من القوافل الآتية إلى جرجا وذلك طبق القانون القديم ، لقد شاهدت مدينة ألواح وتناولت الغداء مع قائم مقام الكاشف فأرسلت خمسمائة قربة ماء إلى الغرب من ألواح ، وفى اليوم الأول ونحن نعبر الصحراء عصفت ريح السموم فغطينا طعامنا بقرب الماء فحفظناها فرأينا بعد أن نمضى فنظرنا فلم نجد قطرة ماء فى قربنا ، وقال رفاقنا شكرا لله أن مدينة ألواح الكبرى قريبة ولو أن ريح السموم هبت علينا عند خروجنا من مدينة جرجا وقطعنا المراحل ستة أيام لما بقى شىء من الماء لدينا ووردنا موارد الهلاك جميعا ، فقالوا الحمد لله أن مدينة ألواح الكبرى قريبة وفى وقت العصر بلغنا مدينة قليمون.
أوصاف مدينة قليمون
بانيها هو كاهن من كهان قليمون ؛ ولذلك يسمون هذه المدينة باسم قليمون الحكيم ، هذا وبعد الطوفان كان لبيطر بن حام أبو القبابط ثلاثون ولدا كان أكبرهم مصر ، وأبو مصر وهو بيطر بن حام مات فى الطوفان فدفنوه فى جبل بجانب الهرم فاستقل ابنه مصر بمصر ملكا ، وكان له تسعة وعشرون من الأخوة فوزعهم على أقاليم مصر فعمروها ، وبعد الطوفان بألفين وستمائة سنة هلك ملكهم مصر وأدرك مصر الموت ، ودفن إلى جانب أبيه بيطر فى جبال الهرم ، وكانت جبال الأهرام هذه إلى عهد إبراهيم ـ