حديه وقد وجدتا مع نوح فى السفينة عند الطوفان ، وكانت لهما النجاة إلا أن أباهما هلك فانطلقتا إلى الجبال فنقلتا جثة أبيهما على ألواح ودفنتا جثته فى غار فشعب السّلوان قلبهما ولكن داما على حزنهما عليه ليل نهار وذهب بصرهما وتمثل لهما إبليس فى هيئة شاب وسألهما قائلا أنتما من بعد فراق أبيكما فى بكاء ونحيب أتريدان أن تشاهدا أباكما فى التو؟ وأخذ إبليس لوحا من ألواح أبيهما وصور على تلك اللوح صورة لكنعان أبيهما ، وكأن كنعان حى وحملت البنتان هذه الصورة إلى دارهما وكانتا إذا نظرتا إليه وجدتا الصبر والسلوان ، ودامت حالهما على ذلك مدة مديدة حتى أدركهما الموت ، أما أولادهما فقد عبدوا هذه الصورة التى على اللوح فأصبحوا من عبدة الصنم ، ولذلك سميت عبدة الأصنام ، باللوحية نسبة إلى عبادتهم هذا اللوح ، ولذلك سميت هذه المدينة بألواح ، وهذه اللوحة فى كنيسة على شاطئ النيل فى الضفّة المقابلة فى كنيسة لرهبان من القبط ، وتسمى الكنيسة دير أم على وهم يعبدون هذه الصورة وأقاموا أصناما مثل ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر وعبدوها فعبد الكفرة هذا اللوح إلى الآن ، وقد رأينا إبان سياحتنا أن الكفار يعبدون الصورة وإذا ما سب الكفار سب بأنه يؤمن باللوح ، ولقد كانت عبادة الألواح هذه بإغواء من إبليس ، وفى جوانب مدينة ألواح الكبرى الأربعة قلاع ، ولهم رؤساء وجنود ومدافع ، إنها مدينة تقع فى صحراء مستوية وبيوتها جميعا مكسوة سطوحها بالتراب والكلس وبها مساجد وجامعان لهما مئذنة ، وليس فيها حمّام ولا مدرسة ولا تكية ولا خان ولا مبرة ، ولكن فيها أسواق صغيرة ومقهى وحانة للبوزه ، وليس فيها سوق للبزّ ولقلاعها أبواب متينة وليس فيها أبنية مكسوة بالرصاص ولكن بها آثار لعمران قديم لا يعلم حصرها إلا الله ؛ ولطيب جوها كان جمال أهلها ، وأهلها يكرمون ويحبون الغرباء ، وفى حدائقها طيور ذات تغريد يثير الطرب فى النفوس ، وفى بساتينها بطيخ أصفر وأخضر لذة للآكلين ، إنها كثيرة الخيرات ومتكاثرة الكائنات ، وأنهارها جارية ، أما التمر فيها فمن مائة نوع وعشرة وإذا ما نضج التمر الأحمر كان فى حلاوة التين وإذا ما اصفرت التمرة بلغت