الفرح وحجر اليرقان ، والحجر البلغمى وحجر البلاط وهو حجر لين ، وينشر بالمنشار قطعا قطعا وهم ينضدون به أرض البيوت والحمامات وبعد أن يمر عليه الهواء يصبح صلبا وكذلك معدن الرصاص والذهب والفضة والكبريت والنفط والقطران غير أن القوم لا يعرفون كيف يستخرجون المعادن ولكن لهم محاصيل أخرى كثيرة ، ولا وجود للحديد ولا النحاس فيها ولكن لديهم مياه كثيرة ، وإذا ما طلب أحد ماء حفر الأرض فيخرج منها ماء عذب ويسقط الماء من فم الغنم ، وإذا حفرت الأرض وظهر الماء حمل إلى الحدائق ليرويها ، إن الماء العذب غزير وفير ، وبعض هذه المياه مسهل وبعضها قابض وبعض هذه المياه مثل الخل يضعونه فى الحساء ، وهو حامض فى غاية الحموضة ، ومن المياه ما هو ماء ملح وهم يضيفونه إلى الطعام ، ومنها ماء أحمر اللون ومنه يخرج سمك النيل وإذا مسحت الجراح ببعض المياه اندملت وشفيت ، ومن حكمة الله أن هذه المياه متغايرة فلكل ماء طعم ولون وخاصية (يفعل الله ما يشاء بقدرته ويحكم ما يريد بعزته) ، وأهل الفرنج يصنعون من هذه المياه ، الزجاج والصفيح والنحاس الغليظ وهم يضعون كل ماء بما له من خاصية فى جرار يرسلونها إلى مختلف البلاد وهذه المياه لا تصيبها الكدرة ولا يلحق بها تغير فى يوم من الأيام ، وكان معنا رفيق يركب وحيد القرن وهو درويش ولما مسح وجهه بالماء ابيض وجهه ولحيته ولما سألته عن سبب بياض لحيته ، وكنت أنظر إلى اللحى لأرى ، وقد توضأت ، وتسائلت عن أثر الوضوء فقال إن مسح لحيتك بهذا الماء منظر عجب فإذا سرق اللصوص خيولا أو أنعاما وكان لونها أسود أو أحمر غسلوها بهذا الماء فأصبح لونها أبيض ، وبذلك تمكنوا من بيعها دون ما خشية أن يفتضح أمر سرقتهم ، وتلك خاصية لهذا الماء وكان عندى فلو غيرت لونه إلى الأبيض بهذا الماء فغسلته به فصار لونه كلون اللبن ، وفى ولاية الواحات سبع مدن بين كل مدينة وأخرى مسيرة يوم واحد وفيها حدائق وبساتين ومزارع ، ولكن ولاية ألواح الكبرى معمورة لأنها عاصمة الحاكم ، وفيها قاض وأعيان ، وسبب تسمية هذه الديار بالواحات أنه قد بناها كنعان بن نوح وله بنتان إحداهما تسمى كنسه والأخرى تسمى