ـ طلسم آخر (السفينة الحجرية):
ثمة قلعة عتيقة تقع داخل قلعة الكبش بمدينة القاهرة ، بالقرب منها زاوية السلطان «جاولى» وأسفل سلم هذه التكية حوض من الرخام الأخضر قطعة واحدة وهو مستطيل الشكل يشبه السفينة. وفى الزمان الخالى كان يركب هذه السفينة الحجرية أربعة أشخاص يعبرون فيها النيل ذهابا وإيابا ، وإذا ما ركب فيها خمسة غرقت وقد جعل لها الكهنة القدماء طلاسما على هذا الأساس ، وقد عرف الناس طبيعة هذه السفينة فكانوا يخافون ركوب أكثر من أربعة فيها ، وكان من يركبونها يمضون فى سرعة البرق الخاطف.
وإلى عهد «كافور الإخشيدى» كانت تلك السفينة تغدو وتروح فى النيل فى طرفة العين. وذات يوم عندما علم كافور الإخشيدى أن هذه السفينة من الحجر والحجر من طبيعته أن يرسب فى الماء فصاح قائلا : كيف إذن لسفينة من الحجر أن تغدو وتروح منذ مئات السنين فى النيل وهى تحمل أربعة رجال ما السر فى ذلك يا ترى؟
فأمر رجاله بشد السفينة من النيل إلى اليابسة فشاهد طلسما أسفل هذه السفينة وكان عبارة عن سطر باللغة العبرية وصورة سمكة وصورة شعير ولا شىء سوى هذا فاستدعى جميع علماء مصر فما استطاعوا فك رموز هذا الخط. ثم أعادوا السفينة الحجرية إلى شاطئ النيل وركب فيها أربعة أشخاص ودفعوا بها فى النيل فغرقت بمن بها. وربما تكون غرقت بسبب بطلان تأثير طلسمها عند ما أخرجوها إلى اليابسة أو أن يكون أحد قد تعلق نظره بها فحسدها.
وهذه السفينة الحجرية المذكورة موجودة إلى الآن أسفل سلم زاوية السلطان الجاولى وهى حوض مملوء بالماء الزلال ليل نهار وتشرب منه دواب الغادى والرائح ، ومع ذلك يظل ممتلئا ، ولا يعلم من أين يأتى ماؤه. ولوقوع هذا الحوش على الطريق الرئيسى لبولاق فهو يسترعى نظر المارة. وعلى الجوانب الأربعة لهذا القارب كتب ترتيب ديوان سيدنا سليمان ـ عليهالسلام ـ وكتب أسماء كل ذى روح من إنس وجن وحيوان وطير وكأن هذا الخط خط بهزاد وشاه قولى. إنه ديوان يستحق المشاهدة يخلب لب من