ـ تفشى مرض الجذام بين المصريين :
وفضلا عن تورم أرجل هؤلاء تورمت وجوههم وأجسامهم ، وأغلب فقرائهم وغيرهم مصابون «بالجذام» فى وجوههم وعيونهم وأجسامهم. ويسمى هذا المرض فى بلاد الترك «بالجرب الأفرنجى» وهو مرض متفش فى مصر ولا يسبب أى حرج لمن يصاب به ، ويخالط فلاحو مصر المصابين به ممن تآكلت أطرافهم قائلين لهم : أهذا جذام. حتى إنهم يتناولون معهم طعامهم ولا يخافون قط من هذا المرض لأنه أكثر الأمراض انتشارا فى مصر إذ إنه لا وجود فيها لمستعمرات لهؤلاء المجذومين على حين أنها توجد فى سائر البلدان الأخرى حتى لا يقيمون فى داخل المدينة. ويتصدق أهالى الولايات بأموال زكاتهم على هؤلاء المرضى وذلك امتثالا لقوله تعالى (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ) التوبة : ٦٠ ، أما فى مصر فلا يجدون من يتصدق عليهم بحبة قمح.
ـ سبب تفشى الجذام فى مصر :
والسبب فى انتشار الجذام فى مصر هو إباحة الدعارة فيها ، فبغاياهم يسرن فى الطرقات أسرابا أسرابا.
والمصريون قوم سمر البشرة ، متوسطو الطول ، أما فلاحو القرى فمنهم أشخاص ضخام الجثة وكأنهم دابة الأرض. ولسانهم عربى إلا أن كلامهم ليس فى بلاغة فلاحى مكة والمدينة وبغداد ودمشق ، ولأنهم قوم فرعون الجبابرة فهم يحرفون الكلام فبدلا من أن يقول أحدهم للآخر «تعال اقعد» يقول «تعقعد» وذلك من قبيل تخفيف الكلام ، وهم يسمون الخبز «رغيفا» و «شيلواقا» ويسمون الماء «موى» ، ويقولون «دى» بدلا من هذا. ولهم غير ذلك من ألفاظ مهملة محرفة.
ومن فصيح أشعارهم هذه الأبيات :
ياسين ياسين يا غزال ياسين |
|
أنت الورد وأنت النسرين |
بالله قل من هجرانك وارحم أنا |
|
الغريب المسكين |
يا روحى يا قلبى يا بعدى |
|
يا قمرا يحيى لعندنا المحبوبين |
إلا أنهم على المذهب الشافعى القويم.